الانتحار في لبنان الى إزدياد.. ما الحل!؟.. حسناء سعادة

أشار احصاء “الدولية للمعلومات” الى ان عدد حالات الانتحار في لبنان قفز بنسبة 16 بالمئة في العام 2023، عازياً السبب الى الأوضاع التي يشهدها لبنان من ضغوطات اقتصادية واجتماعية وامنية.

وبحسب آراء الاخصائيين النفسيين، فانه في العام ٢٠٢٤ هناك كل يومين تقريباً حالة انتحار واعتبروا ان الانتحار في بعض الاحيان يتحول الى عدوى لذا فان درهم وقاية وطلب مساعدة خير من لات ساعة مندم.

ومع الارتفاع المتسارع لعدد محاولات الانتحار وحالاته، كان لا بد من تسليط الضوء على هذا الموضوع من خلال الاخصائي في الامراض النفسية الدكتور سايد جريج لمعرفة الاسباب التي تؤدي للانتحار وسبل الحماية وتأثير انتحار شخص ما على عائلته واهله.

يقول الدكتور جريج في حديث الى “سفير الشمال” رداً على سؤال عما اذا كان الانتحار عدوى: “اجل بإمكان الانتحار ان يشكل عدوى لانه في حال حصول حالة انتحار في منطقة معينة ترافقها ضجة حول الموضوع، لذا فان من لديه الافكار الانتحارية ولا يزال متردداً يتشجع ويقدم على الانتحار، لذلك يجب ان يكون هناك وعي وتجنب نشر اخبار الانتحار على وسائل التواصل الاجتماعي كي لا يتشجع المترددون.

 وعن تفاوت الحالات بين منطقة واخرى حيث هناك مناطق تشهد حالات انتحار اكثر من غيرها يؤكد الدكتور جريج ان نسبة

الانتحار لا تتفاوت بين منطقة واخرى، اقله في لبنان، وليس هناك دراسات كافية تسمح لنا بالتمييز بدقة، ولكن بشكل عام فان معدل الانتحار في لبنان هو حالة انتحار كل يومين ونصف او ثلاثة ايام حسب الاحصاءات وهي نسبيا قريبة لبلدان اخرى.

وعما اذا كان الانتحار يعتبر مرضا نفسيا يؤكد الاخصائي في الامراض النفسية ان الانتحار بحد ذاته ليس مرضا نفسيا بل هو نتيجة امراض نفسية تؤدي بصاحبها الى الانتحار ومنها بالمختصر اضطرابات الشخصية وابرزها اضطراب الشخصية الحدية، وثنائي القطب وامراض الفصام والكآبة وهي كلها امراض نفسية قد تؤدي الى الانتحار في حال لم تتم معالجتها.

اما اسباب هذه الامراض فتعود لعاملين اساسيين الاول الاستعداد الجيني بمعنى ان الشخص يولد مع استعداد لهذه الامراض، والعامل الثاني يتآتى من العوامل الحياتية وما نمر به من تعب وارهاق وضغوطات ومشاكل.

وعن وجود علاج مسبق يؤكد الدكتور جريج ان العلاج المسبق يكون بمعالجة المرض النفسي اي بمعالجة الكآبة او الفصام بالادوية اللازمة لانه بمعالجة المسبب نتفادى الانتحار من الاساس، وكذلك يجب ان يتحلى الجميع بالوعي وطلب الاستشارة من الاخصائي النفسي قبل ان تتفاقم الحالة لان الوقاية تكون بالمساعدة سواء بالادوية او غيرها للتخلص من الكآبة او اي مرض نفسي.

وحول تأثير الانتحار على اهل وعائلة المنتحر يعتبر الاخصائي النفسي ان الوضع بشع ومزعج للعائلة لان الانتحار موضوع حساس اضافة الى خسارة العائلة لاحد افرادها.

ويضيف: عالمياً الانتحار “تابو” وهناك نقطتان في مجتمعاتنا حيث ان الاهل بعد حالة الانتحار يبدأون بلوم انفسهم لعدم شعورهم بعوارض المنتحر وتدارك الامر قبل حصوله، ويستعيدون بذاكرتهم اقواله للتفيش عن كلمة او اشارة لم يعطوها اهمية.

اما النقطة الثانية فهي بالاضافة الى الحزن ولوم النفس هناك “التابو” والعيب في الانتحار.

ارتفاع حالات الانتحار يدفع لرفع الصوت للتوعية حول ضرورة عدم الخجل من التوجه الى الاخصائي النفسي او طلب خط ساخن في حال الشعور بأي ضغط او ارهاق او صدمة او خسارة او يأس وغيرها من المشاكل التي قد تتسبب بامراض نفسية قد تدفع بالشخص الى الانتحار.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal