معركة قاسية في إنتخابات نقابة المهندسين شمالا.. إستمرارٌ للنفوذ السياسي أم تغييرٌ يكسر الهيمنة؟!.. 

خاص – سفير الشمال 

كل الأنظار تتجه اليوم الى نقابة المهندسين في طرابلس والشمال التي تشهد معركة إنتخابية قاسية جدا لإختيار نقيب جديد خلفا للنقيب المنتهية ولايته بهاء حرب، وأربعة أعضاء لمجلس النقابة.

صورة المعركة باتت واضحة بين تحالف سياسي صرف يضم القوات اللبنانية وتيار المستقبل وتيار المرده يدعم المرشح المهندس مرسي المصري لمنصب النقيب، وبين تكتلات مستقلة رشحت المهندس شوقي فتفت، يتقدمها التجمع المهني للاصلاح الذي يتنامى حضوره في النقابة ما يجعله قوة مؤثرة، إضافة الى تكتل إنتفض وثورة ١٧ تشرين والمهندسين المستقلين من مختلف الأقضية، وقد إنضمت إليها بشكل تلقائي كل التيارات المعارضة للتحالف السياسي الذي يسيطر على النقابة منذ أكثر من عشر سنوات، خصوصا أن الانقسام في النقابة بات عاموديا حيث تتوزع القوى السياسية والنقابية والمستقلة بين لائحتين، ما يجعل المنافسة قوية لا بل على “المنخار” بين المرشحين المصري وفتفت، والمرشحين الأربعة كل في الفرع الذي يمثله، وذلك بحسب “البوانتاجات” التي اجرتها المكاتب الهندسية المعنية بالمعركة، فضلا عن بعض الأوراق المستورة التي قد تشكل “بيضة القبان” وأبرزها ماكينة النائب المستقل المهندس أديب عبدالمسيح الذي دعا الى أوسع مشاركة من قبل المهندسين المستقلين والشباب، واعدا بإحداث فارق واضح في هذه الانتخابات، إضافة الى المهندسين الذين إقتربوا من سن التقاعد وغير راضين عن التقديمات والخدمات لا سيما التأمين الصحي والمعاش التقاعدي وهما ملفان يشكلان أولوية في رؤية المرشح شوقي فتفت ولائحته.

اللافت، أن لائحة “نقابتنا” التي يترأسها المرشح المصري كانت تعتبر بداية أن الانتخابات مجرد نزهة ستقوم بها، وأنه بمجرد أن تلقى اللائحة الدعم من قبل القوات والمستقبل فإن النجاح سيكون حليفها، لذلك فقد وزعت المراكز في اللائحة على مهندسين ينتمون للفريقين السياسيين فقط، في تصرف إعتبره كثير من المهندسين أن فيه إستعلاء وإستئثار بإدارة النقابة، وما زاد الطين بلة التصريحات التي واكبت التحضير للعملية الانتخابية ودعت الى الدفاع عن نفوذ القوات والمستقبل في النقابة الأمر الذي أثار حفيظة شريحة واسعة من المهندسين الذين رفضوا هذا السلوك وشددوا على ضرورة تداول السلطة في سدة النقابة وعدم حصر مركز النقيب بالقوات مسيحيا وبالمستقبل إسلاميا.

هذا الرفض ترجم بلائحة مواجهة إنطلقت بترشيح المهندس شوقي فتفت بدعم من المستقلين، وشكلت عامل جذب لكل من يرفض إستمرار الهيمنة السياسية على النقابة من تيارات سياسية وتكتلات نقابية والمستقلين والثوريين، وقد لاقت اللائحة التي حملت إسم “النقابة للجميع” كرد واضح وصريح على محاولات الاستئثار بالنقابة، الكثير من الاحتضان والتأييد ما رفع من مستوى المنافسة الى المعركة المتكافئة التي سيكون الصوت الواحد فيها مؤثرا، الأمر الذي دفع لائحة “نقابتنا” الى إستخدام كل أنواع الأسلحة في مواجهة لائحة “النقابة للجميع” من وسائل الاغراء الى وسائل الاعلام الى الاستهداف الشخصي للمرشحين المنافسين لا سيما المهندس فتفت، ما أدى الى إشتعال المنافسة التي ستترجم اليوم في صناديق الاقتراع التي وحدها ستحسم نتائج المعركة فإما إستمرار للنفوذ السياسي وإما تغييرا يساهم بإدخال دم جديد الى النقابة التي تحتاج بحسب كثير من المهندسين الى نفضة إيجابية تكسر الجمود والرتابة فيها.

تضم لائحة “نقابتنا” المرشح المهندس مرسي المصري لمركز النقيب، إضافة الى المهندسين سليم نشابة وراوول زريبي (عن الهيئة العامة)، وميشال فغالي (عن فرع الكهرباء)، ومحمود الصاج (عن فرع الميكانيك).

وتضم لائحة “النقابة للجميع” المرشح المستقل المهندس شوقي فتفت، والمهندسون باسم خياط (من تيار العزم) إيلي عوض (مستقل) عن الهيئة العامة، ميلاد غنطوس (مقرب من التيار الوطني الحر) عن فرع الكهرباء، وبلال طاهر (التجمع المهني للاصلاح) عن فرع الميكانيك.

ساعات قليلة وتنطلق العملية الانتخابية في مقر نقابة المهندسين في طرابلس، حيث يحق لنحو تسعة آلاف مهندس الاقتراع، تتوقع مصادر متابعة أن يشارك ثلثهم في المعركة الانتخابية المنتظرة.


Related Posts


 

 

Post Author: SafirAlChamal