على مسافة أيام قليلة من حلول عيد الفطر المبارك، عادت أسواق وشوارع طرابلس لتنبض بالحياة من جديد، ولتبعث الأمل في نفوس زائريها و أبنائها إنارة وزينة تضيء أسواق المدينة فتضفي عليها أجواء من البهجة تنعكس على نفوس المتسوقين ترافقها روائح الكعك بالجبن وروائح المعمول من معامل الحلويات وقرقعة الأكواب الزجاجية التي يدعو أصحابها العابرين لتذوق الجلاب والعرق سوس.
في جولةٍ لسفير الشمال في الأسواق لوحظ استمرار عمل المحال التجارية حتى السحور فيما تشهد الشوارع ازدحاماً شديداً للمواطنين الذين يسعون لشراء احتياجاتهم من الالبسة والاحذية وخصوصا ما بعد الافطار بحيث لاتستطيع التحرك بحرية من شدة الازدحام بعد ان تحولت اهتمامات المواطنين خلال الايام الاخيرة من المواد والسلع الغذائية نحو اسواق ومحلات الملابس والاحذية استعدادا لاستقبال عيد الفطر السعيد.
في السوق العريض التراثي ترتفع نداءات الباعة الذين يتنافسون على جذب الزبائن، حيث يؤكد صاحب أحد المحلات لبيع الملابس، “أن حركة البيع تحسنت عن السنة الماضية كما اننا نشهد إقبالا لزبائن من خارج المدينة خاصة أن الأسعار نوعاً ما مقبولة عن المناطق الأخرى وهذا ما يساهم في إعادة النشاط التجاري للمدينة”.
تخرج مريم من داخل احد المحلات لبيع الملابس في سوق العريض حاملة معها ملابس العيد لطفليها، وعن رأيها بأجواء العيد تقول: “للعيد في طرابلس هذه السنة نكهة مختلفة الأجواء جداً ورائعة، بالأمس زارتني صديقتي من جبيل وأصرت على زيارة أسواق طرابلس والتمتع بسحر المدينة ليلاً”
وتابعت: “اما عن الاسعار فهي مقبولة، حيث تقدم المحلات العروض الجيدة والمناسبة لكل طبقات وفئات المجتمع، لذلك، ادعو الجميع للقدوم الى طرابلس وأن لا يكترثوا لكل ما يشاع عنها، فطرابلس كانت و لا تزال حاضنة للجميع”.
يقول أبو فادي صاحب محل لبيع الحلويات: “تحضيرات بيع الحلو لم تتوقف و الإقبال على الشراء جيد، حيث إن الأسعار مقبولة جداً وتلائم جميع المستويات فيتراوح سعر الملبن، ما بين 250 الى 400 ألف ليرة، ويصل سعر الشوكولا إلى ما يقارب 450 ألف أي نحو 5دولارات فيما وصل سعر المعمول ما بين 500 ألف و750 ألفاً”
أمّا صاحبة أحد المحلات في شارع عزمي فتُؤكّد لسفير الشمال “أنّ نسبة البيع تضاعفت خلال الأسبوع الأخير، ونحن كأصحاب محلات دائماً نعول على الأيام العشرة الأخيرة حيث تكثر فيها الحركة والحمد الله هذا العام كانت على قدر توقعاتنا وهذا مشهد افتقدنا اليه خلال السنوات الماضية”
وأضافت: “ان اكثر ما يفرحنا هو قدوم زبائن جدد من خارج المدينة لشراء ملابس العيد وحاجاتها ومن لا يشتري يتجول في أرجاء المدينة للتمتع بجمال الأجواء الرمضانية فيها.”
تتميز الليالي الأخيرة من رمضان بنشاط وحيوية تنعكس إيجاباً على الأسواق والشوارع حيث عادت المحلات التجارية إلى حركتها التي لا مفر منها لدى الطرابلسيين فليالي العيد في طرابلس تمر بسرعة حتى تكاد لا تشعر بها لا تعب و لا ملل تستحق المدينة أن تبقى عيونها يقظى حتى ساعات الفجر بعد أن كسبت لقب عروس الثورة هي اليوم أيضاً تثبت بأنها عروسة الأعياد و الفرح.
Related Posts