خمسة اشهر ونصف الشهر انقضت، ولا تزال غزة تحت الحصار الإسرائيلي الذي يبدو انه سيطول، فحتى اليوم ورغم المحاولات القطرية والمصرية والأميركية المبذولة لاحراز تقدم في المفاوضات، لا تزال وجهات النظر بين الطرفين متباعدة الى حد كبير لا سيما بعد رفض العدو الاسرائيلي للمقترح الاخير الذي سلمته حركة حماس الى الوسطاء القطريين في الدوحة.
وتتضمن الورقة الفلسطينية اقتراحاً من ثلاثة مراحل مقسمة على الشكل التالي:
– المرحلة الأولى (مدتها ٤٢ يوماً) تشمل وقفاً مؤقتاً لاطلاق النار مع انسحاب القوات الإسرائيلية من شارعي صلاح الدين والرشيد، إضافة الى السماح بإدخال المساعدات للسكان، على ان تستتتبع هذه الخطوات بوقف دائم لاطلاق النار قبل الدخول في المرحلة الثانية.
– المرحلة الثانية (مدتها ٤٢ يوماً) وتنطوي على تبادل الاسرى والبدء بعودة النازحين الى شمال غزة.
المرحلة الثالثة تتعلق بإعادة اعمار قطاع غزة.
غير ان هذه المطالب الفلسطينية دونها عقبات كبيرة وعديدة، خاصة أن الجانب الإسرائيلي يعتبرها “وهمية” وغير قابلة للتحقيق.
في سياق متصل، فإن المفاوضات التي استؤنفت في العاصمة القطرية الدوحة الاثنين الماضي، تصطدم بحسب بعض المتابعين بأن رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يمنح الوفد المفاوض الضوء الأخضر لابرام أي صفقة مع حركة حماس. وتعزو المعلومات هذا الامر الى ادراك نتنياهو انه قد خسر الحرب وان أي اتفاق يتم التوصل اليه هو انتصار لحماس.
الى ذلك، تشير المعلومات الى ان المعضلة الأساس في ملف التفاوض هي إصرار حماس على عودة سكان شمال قطاع غزة الى مناطقهم الامر الذي يرفضه الإسرائيليون الذين يريدون اتفاقاً يسمح لهم بمواصلة حملتهم العسكرية من اجل “سحق حماس مرة واحدة والى الابد” على حد قولهم.
من جهة أخرى، تؤكد مصادر حركة حماس لـ”سفير الشمال” ان عدم تجاوب العدو الإسرائيلي مع مطالب المقاومة الفلسطينية سيوصل الى طريق مسدود يؤدي الى وقف المفاوضات، الامر الذي سينعكس تصعيدا كبيراً في الميدان.
وتلفت المصادر الى ان أي توسع في العمليات العسكرية يمكنه ان يشعل الساحات الأخرى مثل لبنان والعراق واليمن، ما قد يجر الإقليم الى حرب واسعة. وهو ما تحاول الولايات المتحدة الأميركية مع بعض الدول الأوروبية والعربية العمل على تفاديه عبر تحذير الإسرائيليين من اقتحام رفح قبل التشاور معهم. ذلك ان عدد سكان رفح بات يقارب الـ ١,٤٠٠،٠٠٠ شخصا لا سيما وان العديد من الفلسطينيين قد نزحوا من غزة باتجاه الجنوب.
وإذ تؤكد المصادر حرصها على إنجاح المفاوضات بما يتناسب مع اهداف عملية طوفان الأقصى وخدمة القضية الفلسطينية تشدد على ان حجر العثرة امام التوصل الى اتفاق هو ضبابية الموقف الإسرائيلي من وقف اطلاق النار.
هو صراع الحق الفلسطيني بمواجهة الشر الإسرائيلي القائم منذ العام ١٩٤٨، بات قاب قوسين او ادنى من ان يتحول الى حرب شاملة تلف دول المنطقة كلها. فهل تنجح الوساطة القطرية – المصرية في منع كرة النار من الانفجار ام ان المواجهة باتت حتمية من اجل الانتصار للقضية الفلسطينية؟
Related Posts