مفتي طرابلس الشيخ محمد إمام يكتب ل”سفير الشمال” عن ثوابت القيم في رمضان..

اتركوا لنا مساحة الطهر في عالم مصبوغ بالأنانية إلى درجة دوس القيم، ومتلبد بالتوحش إلى درجة الظلمات المدلهمة، ومثقل بالتناقض إلى درجة النفاق السافر، وسط حال ضاقت فيها الأرض بما رحبت على من يبغي العيش باستقامة، ويتوق أن يشعر بإنسانيّة قبالة وجوه جامدة، ويلمس فراغ الجهل ووطأة الضيق لدى كبراء قبل صغراء ، في عالم كبير ومجتمع صغير ينتظم كلّا منهما سلك الشخصانية والاستئثار، ويتلاطم فيه الناس ويتلاطش الضعفاء وهم الأكثرية بحثاً عن عيش كريم واطمئنان عزيز ..

في واقع هذا حاله مفعم بأسرار ربانية وحكم إلهية من لدن الحكيم الخبير سبحانه،

إذا بشهر النور يحل علينا، وإذا برحابة الاطمئنان وميدان الكرامة ومنبع الإنسانية وثوابت القيم يحيينا بعبقه ويضمّخنا بعطره ويسلّ إلى الأنفاس رَوحاً من ريحانه، إنك يا رمضان أيام قدسية تسامت عن أدران المفسدين في الأرض، إنك يا رمضان ليال مباركة تنزهت عن سفول داخلي أو سفه خارجي، وهل يعرف الطهر العلوي المنشأ والصفاء القرآني المصدر والصوم الملائكي الطبع إلا السلام الداخلي والأمان الخارجي والرحمة بكل أحد.

رمضان يعلمنا الإيثار بدل الاستئثار والكرم الصائن للكرامة والقيم الآتية من الدين القيّم والاستقامة الدائمة المقوّمة لكل عوج وثبات الماهية التي بها يكون الإنسان إنساناً .

فلندخل معاً مساحة الطهر، وإلا فاتركوها لنا .

مفتي طرابلس والشمال الشيخ الدكتور محمد إمام


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal