أحرجت الزيارة التي قام بها وفد من كتلة الوفاء للمقاومة برئاسة النائب محمد رعد الى رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون في دارته في الرابية، رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الى حدود الانزعاج، خصوصا أن ما رشح عن اللقاء من إيجابيات من شأنه أن يؤدي الى إنقسام في التيار لجهة الموقف من الحزب، ما من شأنه أن يعرقل خطوات باسيل التصعيدية تجاهه وأن يضاعف من الإرباك المسيطر عليه.
هذا الإرباك ظهر جليا في مقابلة باسيل أمس مع الزميل ماريو عبود على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال LBCI، والتي غلب عليها التناقض في حديثه حول جبهة الجنوب ومساندة المقاومة لجبهة غزة، فأكد تارة أنه يدعمها وإنتقدها تارة أخرى، الأمر الذي ضيّع أركان ونواب التيار البرتقالي المقربين منه والذين شكلوا خلال الأسابيع الماضية أوركسترا تولت الهجوم على الحزب وعلى خياراته.
وما أكد إنزعاج باسيل هو حرصه على عدم الحديث عن أجواء لقاء الرابية والمواضيع التي تمت مناقشتها، نافيا علمه بمضمونها وهو أمر لم ينطل على أحد وخصوصا من يعلم العلاقة الأبوية اللصيقة بين عون وباسيل الذي لا يتوانى عن الاستعانة به للضغط على نواب التيار المعارضين له لتمرير بعض القرارات والمواقف التي يتخذها.
لا شك في أن الزيارة الى الرابية أكدت أن حزب الله لا ينزع يده من حلفائه قبل أن يقوموا هم بذلك، وأنه ما يزال متمسكا بالعلاقة مع الجنرال الذي إستقبل الوفد بحفاوة بالغة وكان الحديث بينهما صريحا الى أبعد الحدود.
تشير المعلومات الى أن وفد الحزب سمع من الرئيس عون كلاما طيبا عن السيد حسن نصرالله وإشادة بمواقفه وتأكيدا على إستمرار العلاقة معه وحرصه على تفاهم مار مخايل، في حين قدم وفد كتلة الوفاء للمقاومة شرحا مفصلا عن الجبهة في الجنوب تضمن أربعة بنود أساسية.
أولا، أكد الوفد للرئيس عون أن المقاومة في موقع قوة وإقتدار وأن توازن الرعب مع إسرائيل ما يزال قائما، وأنها لم تستخدم خلال خمسة أشهر من قدراتها العسكرية إلا القليل القليل وهي على أتم الجهوزية لمواجهة العدو وتمتلك الأسلحة التي تستطيع من خلالها إلحاق الخسائر الكبيرة به، وقد عبر عون عن سعادته بما سمع وقال: “الحمدلله ريحتوا بالي”.
وثانيا، فقد أكد الوفد أن المقاومة تدير الحرب بكثير من الحكمة فهي تساند وتدعم المقاومة في غزة، وتحرص في الوقت نفسه على أن لا تذهب بلبنان الى الحرب الشاملة.
وثالثا، جدد الوفد ما أكد عليه السيد نصرالله في خطابه الأخير بفصل جبهة الجنوب عن الرئاسة وبعدم إستخدام نتائج الحرب في الاستحقاق الرئاسي.
رابعا، أكد عون للوفد أنه ضد وحدة الساحات، فجاءه الجواب بأنه ليس المطلوب من الساحات أن ترتبط ببعضها البعض وان يفتح كل منها جبهة لا يمكن إغلاقها الا بالتوافق مع الساحات الأخرى، بل الالتزام يكون بما يتناسب مع ظرف وواقع كل ساحة.
كذلك كان نقاش في الشؤون الداخلية حيث شرح الوفد للرئيس عون مواقفه التي تهدف الى تحصين الجبهة الداخلية لعدم السماح بأي توتر أو خلل قد تستفيد منه إسرائيل التي تتربص شرا بلبنان.
تؤكد المعلومات أن وفد حزب الله خرج مرتاحا من اللقاء، خصوصا أنه أعاد وصل ما إنقطع مع الجنرال بعد المواقف التصعيدية التي أطلقها، الأمر الذي يتعارض مع أجندة باسيل الذي يسعى الى الضغط على الحزب لتحقيق بعض المكاسب في الاستحقاق الرئاسي وفي القضايا السياسية الداخلية، لذلك فقد سيطر التخبط على مواقفه المتعلقة بجبهة الجنوب في مقابلته أمس، لكنه لم يوفر الحزب من الانتقادات في بعض الملفات لا سيما رئاسيا وحكوميا..
Related Posts