المناضلة ليلى خالد لـ”سفير الشمال”: ليكن هذا العام.. عام المرأة الفلسطينية الصامدة!.. ديانا غسطين

هي ابنة حيفا التي هُجّرت مع عائلتها مذ كانت في الرابعة من عمرها، الا ان بطش العدو الإسرائيلي لم ينسها فلسطين، الوطن الغالي، فتوشحت بالكوفية وارتدت صمام امان احدى القنابل اليدوية خاتماً صنعته بيدها وصوّبت رشاش الكلاشينكوف الى صدر كل جندي إسرائيلي او حليف له، ولم تكتفِ.

اصرّت ليلى خالد على دخول التاريخ من البوابة الاسمى “فلسطين” فانخرطت في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وكانت اول امرأة تخطف طائرة في شهر آب من العام ١٩٦٩، وباتت منذ ذلك اليوم “أيقونة المقاومة الفلسطينية” .

ولمناسبة اليوم العالمي للمرأة، والذي يصادف اليوم في ٨ آذار كان لـ “سفير الشمال” حديث، مع ليلى خالد، هذا ما جاء فيه:

١- ما الدور الذي تلعبه المرأة الفلسطينية في تربية الأجيال والحفاظ على القضية الفلسطينية لا سيما مع العدوان الإسرائيلي الحالي؟

لم تغادر المرأة الفلسطينية موقع النضال منذ عام ١٩١٧، هي التي قامت أيضا بفعاليات كثيرة من اجل منع الهجرة الصهيونية الى فلسطين ولتحقيق ذلك تنادت النساء الفلسطينيات سنة ١٩٢١، لتأسيس اتحاد لهن داخل فلسطين من خلال مؤتمر شاركت فيه ١٠٠ امرأة. والمرأة الفلسطينية لم تتوقف منذ وعد بلفور مروراً بنكبة ١٩٤٨ وحتى هذه اللحظة عن مشاركة شعبها بكل الفعاليات وخاصة فعاليات المقاومة، هي التي ورغم التهجير الذي أصابها من خلال الحرب التي شنتها العصابات الصهيونية على الشعب الفلسطيني، حافظت على الأسرة داخل فلسطين وخارجها في مختلف بقاع الأرض، ولم تغادر موقع النضال من اجل الحفاظ على الشعب الفلسطيني وحقوقه بل ناضلت وأُسرت واستشهدت. وكل هذا يدل على ان المرأة الفلسطينية لعبت دورا كبيرا في حماية اسرتها من التشتت الذي كان المطلوب منه افقاد العائلة الفلسطينية وجودها والتحامها مع شعبها.

٢- كيف تنظرين الى المرأة في قطاع غزة؟

المرأة الفلسطينية في هذه اللحظة بالذات هي الحامي للأسرة رغم القتل والتدمير والابادة الجماعية التي تشنها العصابات الصهيونية على ارض فلسطين. فالحكومة الإسرائيلية الفاشية تقتل في كل مرة ثلاثة أجيال الاجداد والاهل والأحفاد، ورغم ذلك لا تزال هذه المرأة تتمسك بوجودها على الأرض الفلسطينية وتقول “لن نغادر هذه الأرض. نموت بكرامة وبشرف على هذه الأرض التي اسمها قطاع غزة”. فهذا العدو الذي ليس له سياسة الا القتل والتدمير من اجل ان يكسب هذه الحرب يواجه بشعب عظيم يتحمل كل التضحيات ويستعد لها ويوافق على ان المقاومة هي الخيار الوحيد له.

ولا يغيب عن بالنا ان نساء غزة يزغردن عندما يستشهد أبناؤهن بالرغم من الألم الذي يعشنه الا انهن يقلن ان “الوطن هو الاغلى وعلينا ان نقدم له كل التضحيات بما فيها ابناءنا وانفسنا”. هن نساء لا يُخاف عليهن فهن مقاومات بصمودهن على هذه الأرض بالرغم من المعاناة اليومية.

٣- هل تؤيدين فكرة اعلان اليوم العالمي للمرأة هذه السنة يوماً عالمياً للمرأة الفلسطينية؟

تستحق المرأة الفلسطينية ان يكون ٨ آذار يوم المرأة الفلسطينية التي تستشهد مع أبنائها وتعتقل في الشوارع وينكل بها وبأبنائها الذين ما زالوا على قيد الحياة. هذه المرأة الفلسطينية لا بد ان تتضامن معها كل نساء العالم، وعلى كل احرار العالم ان يساعدوا ويؤيدوا موقفها المطالب بوقف اطلاق النار وبعودتها الى بيتها المهدم من اجل ان تعيد بناءه. فهذه المرأة مصنوعة من نسيج مختلف عن كل نساء العالم هي صابرة تحتمل هذا الظلم وتحتمل المقاومة وتحضنها وتؤيدها. وهي بصمودها انما تقاوم هذا العدو الفاشي الظالم المجرم الذي لم يترك وسيلة لأجل احداث صدع في صمود الشعب الفلسطيني ومنهم النساء الموجودات على هذه الأرض. وانني ادعو كل المؤسسات النسوية ان يكون هذا العام “عام المرأة الفلسطينية الصامدة “على ارض غزة وعلى ارض الضفة الغربية.

٤- ما هو وجه التشابه الذي تجدينه بين المرأة الفلسطينية والمرأة اللبنانية؟

المرأة الفلسطينية والمرأة اللبنانية واجهن معأ الحروب التي شنتها اسرائيل على لبنان وعلى نساء غزة بنفس الثبات في وجه العدوان المتكرر وبعزيمة وصمود لا مثيل لهما.

٥- انطلاقاً من تجربتك المقاومة ما هي الرسالة التي توجهينها للنساء لا سيما في فلسطين ولبنان؟

رسالتي لكل امرأة تواجه المصاعب والظلم وكل اشكال العذاب الذي احدثه العدو الصهيوني وحلفائه من الغرب المنافق وعلى رأسهم الولايات المتحدة، ان “الحياة تستحق ان نتحمل كل هذا الوجع والالم الذي يسببه احتلال هذا العدو لاراضينا سواء في فلسطين او في لبنان” ولذلك لا زلتن صامدات وصابرات.

ولا يمكن ان ننسى الشهيدات اللواتي قدمن ارواحهن رخيصة في سبيل الوطن وتحريره من هذا الاحتلال، ورفيقاتنا المعتقلات في السجون الاسرائيلية في فلسطين. وكذلك لا ننسى رفيقاتنا واخواتنا اللواتي استشهدن في لبنان وقمن بعمل عظيم من خلال وجودهن بالاسر. فسهى بشر وشادية ابو غزالة تتساويان في هذه المواجهة لان شادية ابو غزالة هي اول شهيدة فلسطينية وهناك العديد من النساء اللواتي دخلن السجون الاسرائيلية وسهى بشارة في مقدمتهم. في هذا المجال نقول ان نساء فلسطين ونساء لبنان وعديد من نساء العرب يواجهن هذا المحتل بأساليب مختلفة في كافة اماكن هذا الوطن العربي. فتحية لكل امرأة تناضل من اجل الحرية والعدالة للشعوب المضطهدة الموجودة على ارض فلسطين وغيرها من الدول. تحية للنساء الفلسطينيات المناضلات الصامدات والمثابرات على ان يكن خلف المقاومة ويزغردن عندما يستشهد ابناءهن ويقلن “فدا فدا فلسطين”.

ختاماً وفي اليوم العالمي للمرأة، مني انا كاتبة هذا المقال ومن اسرة سفير الشمال، كل عام وكل امرأة عاملة، مناضلة، مربية، مقاومة، بألف خير فمنكن نستمد القوة والعزيمة لمواجهة تحديات الحياة.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal