عكس التواصل الفرنسي المصري ارتفاع منسوب المخاوف على انزلاق لبنان نحو حرب واسعة. اذ أجرى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اتصالاً هاتفيّاً بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أكد خلاله “ضرورة بذل الجهود بهدف تجنّب التصعيد واشتعال المنطقة، خصوصاً في لبنان والبحر الاحمر، حيث مخاطر التصعيد قائمة”.
وكشف بيان قصر الاليزيه أنّ الرئيسين تناولا الوضع في غزة والتنسيق الجاري بين البلدين حول الوضع الانساني. واشاد ماكرون بالتعاون الطبّي الوثيق والممتاز بين باريس والقاهرة، معرباً عن تصميم بلاده على مواصلة هذا العمل للاستجابة الى الحاجات الانسانيّة للفلسطينيّين. كما شدّد الرئيسان على ضرورة التوصل الى وقف اطلاق النار واطلاق سراح الرهائن.
غير انه وسط هذه الأجواء بدا ان ثمة ما عاد ليتحرك على خط ازمة الاستحقاق الرئاسي. وفي هذا السياق، أفادت المعلومات ان اجتماعا سيعقد في الرابعة من بعد ظهر اليوم الثلثاء في قصر الصنوبر، يجمع سفراء المجموعة الدولية الخماسية المعنية بأزمة الفراغ الرئاسي في لبنان والتي تضم الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر. ومن شأن هذا الاجتماع ان يشكل استكمالا للتحرك الذي باشره السفراء الخمسة مجتمعين بدءا بزيارتهم لرئيس مجلس النواب نبيه بري، وفي ظل تبادلهم للمعطيات التي أعقبت تلك الزيارة ربما يبرز جديد ما في شأن تحركهم المقبل محليا.
وكتبت” الاخبار”: في انتظار تبلور الصورة بشأن خلفية هذا اللقاء، أكدت مصادر سياسية أن «الاجتماع يأتي بدعوة من السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو، وسيكون نسخة عن اللقاء الذي سبقَه بدعوة من السفير السعودي في بيروت وليد البخاري»، مشيرة إلى أن «اللقاء يهدف الى التداول في آخر التطورات لكن لن يصدر عنه شيء عملي، لا في ما يتعلق بالجبهة الجنوبية ولا الملف الرئاسي». وكما جرت العادة، «قد يكون هناك بيان يتناول ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية مع تحديد المواصفات»، علماً أن «الفجوة بين عواصم الخماسية في ما يتعلق بمقاربة الملف اللبناني لا تزال كبيرة على عكس ما يحاول السفراء الإيحاء به».
ولفتت المصادر إلى أن كل ما يحكى عن مواعيد لزيارة سيقوم بها الموفد الفرنسي الموكل بالملف اللبناني، وزير الخارجية السابق، جان إيف لودريان غير دقيق. وقالت مصادر في وزارة الخارجية إن «لبنان لم يتبلغ حتى اللحظة أي معلومات عن زيارة للودريان إلى بيروت، ولا طلباً لمواعيد مع المسؤولين الرسميين».
على صعيد آخر، وفيما تحضّر باريس لاستضافة مؤتمر يخصّص لدعم الجيش اللبناني، تقول المعلومات إنه سيكون في 27 الجاري، على أن تستضيف روما مؤتمراً مماثلاً مطلع الشهر المقبل، علمت «الأخبار» أن وفداً من لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأميركي سيصل إلى بيروت اليوم، وسيلتقي ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري وقائد الجيش العماد جوزف عون، وربما وزير الخارجية عبد الله بوحبيب. وتهدف الزيارة الى البحث في أوضاع المؤسسة العسكرية والمساعدات التي تحتاج إليها، على أن يرفع الوفد تقريراً إلى الكونغرس لاتخاذ قرار في ما يتعلق بدعم الجيش.
وكتبت” نداء الوطن”: من المقرّر أن يجتمع سفراء اللجنة الخماسية في قصر الصنوبر الرابعة عصر اليوم، للاطلاع، بحسب معلومات «نداء الوطن»، على نتائج لقاءات السفير السعودي وليد البخاري في الرياض، خصوصاً مع المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا. ويتوقع تحديد الخطوات التالية، بحيث لا تكون زيارة السفراء الجماعية الأخيرة الى عين التينة يتيمة، وسيتم وضع برنامج لزيارات مماثلة ذات تأثير مباشر على الاستحقاق الرئاسي، كما سيجرى تقييم للقاءات التي عقدها السفراء إفرادياً مع قيادات لبنانية.
وكتبت”البناء”: ذكرت مصادر إعلامية أن “الموفد الفرنسي جان إيف لودريان سيكون في بيروت خلال الأسابيع المقبلة وقبل شهر رمضان لـ”إعلان المعايير والمواصفات التي تحدد ملامح رئيس الجمهورية”. ولفتت الى أن “ملامح رئيس الجمهورية ستكون مبنية على جولة لقاءات وزيارات ثنائية أو ثلاثية لسفراء الخماسية مع أطراف لبنانية، واللقاء النيابي المستقل الذي يضم كتلتي الاعتدال ولبنان الجديد سيكون مبادراً الى حوارات تحت سقف مجلس النواب على أن يتم تسليم الدفة الى الرئيس نبيه بري لاحقاً”. وأضاف “لودريان سيستكمل مساعيه مع الطرف الأميركي بعد أن التقى كلاً من الطرفين المصري والخليجي في الأيام الماضية”.
واشارت مصادر مطلعة لـ«اللواء» أن الاجتماع المرتقب لسفراء دول اللجنة الخماسية مؤشر إلى استئناف البحث في الملف الرئاسي، من دون أن يعني أن هناك أي معطى جديد، وقالت أنه ربما يجري الاتفاق على معاودة نشاطها واجرائها لعدد من اللقاءات، مؤكدة أن ذلك يتبلور بعد الاجتماع مع العلم أن الواقع الراهن لا يوحي بمناخ إعادة تشغيل المحركات الرئاسية.
وأشارت هذه المصادر إلى أن إصرار رئيس مجلس النواب نبيه بري على إجراء الحوار في هذا الملف لم يتبدل وبالتالي قد تكون أي حركة جديدة من دون أي نتيجة ملموسة.
وكتبت” الديار”:المبعوث الاميركي اموس هوكشتاين يتعامل مع الملف بواقعية اغضبت اسرائيل التي حاولت وضع بند السلاح على الطاولة، لكنه ابلغها بان مجرد النقاش بهذا الامر يعني الغاء اي احتمال للتوصل الى تفاهمات تعيد المستوطنين الى مستوطنات الشمال، لهذا يجري العمل على ترتيب مؤتمرات ستعقد تباعاً اعتباراً من نهاية الشهر الجاري بين باريس وروما ، لتأمين اوسع مروحة دعم دولي للجيش اللبناني كي يؤمن انتشارا في منطقة تطبيق القرار الدولي، بعد توقف الحرب في غزة، بالتفاهم مع حزب الله وليس عكس ذلك، لانه وحده من يضمن حسن تنفيذ اي اتفاق، وهو امر جرت تجربته لمدة طويلة بعد حرب 2006 وكان ناجحا.
ووفقا لمصادر مطلعة، فان الاميركيين مقتنعون بانه لا يمكن ربط ملف الجبهة الجنوبية بمسألة حل الدولتين، لانه صعب المنال حاليا بوجود حكومة اليمين «الاسرائيلية»، وان زمن التسويات الكبرى لم يحن بعد، ولهذا كل ما يمكن الوصول اليه ترتيبات امنية على جانبي الحدود تعيد الوضع الى ما قبل السابع من تشرين الاول.
وأبلغت مصادر مواكبة لحراك “الخماسية” الى “الجمهورية” قولها، انّها لا تملك اي معطيات حول ما تقوم به اللجنة في هذه الفترة، وفي كلّ الاحوال، اي حراك للجنة يؤكّد انّ الملف الرئاسي ما زال في دائرة المتابعة والاهتمام، لكن المهمّ هو ان يكون حراكاً مجدياً وأن نصل الى نتيجة في نهاية هذا الحراك.
ولفتت المصادر الى أنّ اللجنة الخماسية، وكما اكّد سفراؤها في لقائهم الاخير مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، على ما مفاده انّ اللجنة كناية عن مجموعة دعم ومساندة للبنانيين لتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية، وان لا مرشح لها ولا تضع “فيتو” على أيّ من المرشحين. ما يعني أنّ الأساس في تحرّكها هو لبننة الملف الرئاسي.
وفي ذلك تأكيد على حلّ رئاسي بالتوافق ما بين المكونات السياسية في لبنان، لكن مع الأسف المناخ الداخلي حتى الآن غير مشجع على الاطلاق. وتؤكّد ذلك مواقف الاطراف واشتراطاتها التعطيلية ورفضها الإنخراط في حوار يمهّد لمثل هذا التوافق.
في هذا الجو، لا تعكس عين التينة وجود أي مبادرات جديدة لدى الرئيس بري، كما لا تؤكّد ما قيل عن مشاورات يجريها رئيس المجلس النيابي تمهيداً لدعوته الى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية.
ولفتت المصادر الى انّ الأولوية لدى الرئيس بري هي الحسم الايجابي للملف الرئاسي وانتخاب رئيس على وجه السرعة، وقام بما عليه بسلسلة دعوات اطلقها للتفاهم والتوافق على رئيس منذ ما قبل الشغور الرئاسي، وهذا التوافق اكّد عليه امام سفراء » الخماسية « وأبدى استعداده للمواكبة الايجابية لأي مسعى من جانبها يساهم في تقريب وجهات النظر بين اللبنانيين، ويطلق حواراً في ما بينهم لبلوغ التوافق المنشود.
ومن هنا، تؤكّد المصادر عينها، انّه لا توجد لديه ايّ مبادرة جديدة، بل انّ دعوته دائمة ومفتوحة الى تلاقي كل المكونات السياسية تحت اي عنوان، سواءً أكان تشاوراً او حواراً للتفاهم على حسم هذا الملف وانتخاب رئيس في جلسة يدعو اليها بدورات انتخابية متتالية.
Related Posts