هل كسر الحريري قرار تمديد إقامته.. وما سقف خلافه مع جنبلاط؟!.. غسان ريفي

تركت مغادرة الرئيس سعد الحريري لبنان بشكل مفاجئ سلسلة تساؤلات حول الأسباب والدوافع، خصوصا أن مسؤولين في تيار المستقبل وبيت الوسط أبلغوا وسائل إعلام مختلفة صباح أمس، أن “الحريري قرر تمديد إقامته بسبب ضغط المواعيد وحرصه على لقاء أكبر عدد من الشخصيات والهيئات التي تود زيارته”.

وذهب البعض في تحليل أسباب تمديد الاقامة الى إمكانية أن يشهد بيت الوسط زيارة للسفير السعودي وليد البخاري بما يؤكد رضى المملكة عن وجود الحريري في لبنان، أو النائب السابق وليد جنبلاط بعد الوساطات التي جرت لجمعه مع الحريري وكسر الجليد المتراكم بينهما.

تشير المعلومات الى أن الرئيس الحريري أبلغ مقربين منه بأنه سيغادر لبنان عند الساعة الثانية من فجر أمس الأحد، لكنه عدل عن ذلك، وزار صباح أمس دار الفتوى وإلتقى مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان، قبل أن يغادر البلاد بعد الظهر، فهل التمديد الذي تحدث عنه مسؤولو المستقبل كان عبارة عن ساعات معدودة فقط؟، أم أن أمراً ما طرأ على الحريري إضطره للمغادرة على وجه السرعة بعد الاعلان عن تمديد إقامته؟، وهل ستكون زيارة الاسبوع لإحياء ذكرى الرئيس الشهيد رفيق الحريري مقدمة لسلسلة زيارات قد يقوم بها الحريري خلال هذا العام للتأكيد على التواصل مع قاعدته، وهو أوحى بذلك عندما وعد في بيان له من لم يلتقهم بأن يكون اللقاء في وقت ليس ببعيد، أم أنها ستمتد حتى الذكرى العشرين في 14 شباط من العام المقبل وستأخذ الجدل نفسه حول العودة الكاملة وكسر قرار الاعتكاف؟، أم أن الحريري ينتظر التوقيت المناسب الذي تنضج فيه التسوية في المنطقة وتتهيأ الظروف الداخلية لهذه العودة، لذلك فقد حرص خلال زيارته على ترداد عبارة: “كل شي بوقتو حلو”؟.

غادر الحريري لبنان، ولم يلتق السفير السعودي وليد البخاري الذي تشير معلومات الى أنه ما يزال خارج البلاد، لكن وبحسب مطلعين، لو كان هناك نية سعودية للقيام بهذه الزيارة لعاد البخاري من سفره على وجه السرعة ودخل الى بيت الوسط، ويشير هؤلاء الى أن عدم زيارة البخاري للحريري لا تعني بالضرورة وجود “فيتو سعودي”، خصوصا أن عودة الحريري تزامنت مع حملة إعلامية غير مسبوقة وحشد شعبي كبير لاقاه على ضريح والده الشهيد وحركة سياسية لافتة، ما يؤكد أن ثمة “قبة باط” سعودية على نشاط الحريري في لبنان.

اللافت أيضا، أن كل الوساطات التي بذلت لعقد لقاء يجمع الحريري ووليد جنبلاط باءت بالفشل، ما يشير الى عمق الخلاف الحاصل بين الرجلين وربما لأول مرة منذ 19 عاما.

وقد حرص زعيم المختارة مع عقيلته نورا والوزير السابق غازي العريضي على زيارة ضريح الشهيد رفيق الحريري ووضع باقة من الزهر، كما وضع وفد من الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة النائب تيمور جنبلاط إكليلا من الزهر من دون أن يعرّج أي منهما على بيت الوسط بمن فيهم النائب مروان حمادة الذي تربطه أمتن الصداقة والأخوة مع الرئيس الحريري.

تشير المعلومات الى أن الخلاف بين الحريري وجنبلاط ليس سياسيا، خصوصا أن الرجلين يقرآن في كتاب واحد، وهو لم يكن فقط بسبب ما حصل مع رئيسة دائرة الامتحانات وأمينة سر لجنة المعادلات في وزارة التربية أمل شعبان، لكن السبب هو بعض التناقضات في المواقف بينهما عمل عليها “مصطادون في الماء العكر” ودقوا الأسافين في العلاقة التاريخية، ثم جاءت قضية أمل شعبان وقرار وزير التربية عباس الحلبي بشأنها ليفجر الخلاف بين الحريري وجنبلاط.

وتضيف المعلومات أن الحريري غاضب جدا مما حصل وقد عبر أمس الأول أمام وفد طلابي من تيار المستقبل عن ذلك، بالقول: “إننا لن نتهاون في إستهداف أنصار التيار في الادارات الرسمية”، ويأتي هذا الموقف الصارم على خلفية خشية الحريري من أن يربط المستقبليون ما حصل مع شعبان بغيابه عن البلد وتعليقه العمل السياسي فيشعرون بالاستضعاف الذي يقود الى الاحباط واليأس.

في غضون ذلك وبحسب المعلومات يشعر جنبلاط بإستياء كبير جراء تصرف الحريري، في حين يؤكد مقربون منه أنه لم يتصل هو أو مكتبه ببيت الوسط لتحديد موعد، وإنما بعض سعاة الخير الذين تولوا الوساطات.

ويؤكد المقربون أن العلاقة التاريخية التي تجمع الحريري وجنبلاط لا يمكن أن يقطعها خلاف عابر ناتج عن وشايات ونقل أحاديث أو تدبير إداري، مشددين على أن ما بين الرجلين أعمق بكثير ولا بدّ من أن تعود المياه الى مجاريها!..


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal