هل تبدّل معادلة “الدم بالدم” من قواعد الاشتباك جنوبا ؟!.. غسان ريفي

تواجه إسرائيل الفشل تلو الآخر من غزة الى جنوب لبنان فيما أهداف حربها ما تزال بعيدة المنال ما يجعلها تجرّ أذيال الهزيمة والخيبة.

لم يفلح العدو بتهديده إجتياح مدينة رفح والبدء بقصفها وقتل المدنيين فيها في ثني حركة المقاومة الاسلامية حماس عن الشروط التي وضعتها لانجاز صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل، ولا في كسر عزيمة الفلسطينيين المتمسكين بأرضهم والمتشبثين بالمقاومة التي ما تزال قادرة على التحرك بعمليات عسكرية ومواجهات ميدانية وإطلاق صواريخ وإلحاق الخسائر بالعدو، ولا في تأليب العائلات الفلسطينية على المقاومة من خلال الامعان في قتل المدنيين والضغط عليها تجويعا وتهجيرا.

في الجنوب اللبناني الأمر مختلف، فالعدو يرغب بشن عدوان واسع على لبنان وربما أيضا على سوريا لكنه عاجز عن القيام بذلك لسببين أساسيين: الأول، عدم قدرة الجيش الاسرائيلي المأزوم والمهزوم في غزة على خوض حربين في نفس الوقت أو حربين متتاليتين خصوصا أنه لم يحقق أي هدف من أهداف الحرب الأولى، والثاني قوة الردع التي كرستها المقاومة الاسلامية وتوازن الرعب الذي يحسب له الاسرائيلي ألف حساب.

لذلك فإن العدو يستبدل الحرب بعمليات ضد مراكز محددة وضد قيادات في المقاومة، ويركز على إستهداف المدنيين كما حصل قبل يومين في النبطية، عله يستطيع إيجاد رأي عام جنوبي معارض بهدف الضغط على المقاومة لوقف عملياتها العسكرية الموجعة، لكنه صمود الجنوبيين وإيمانهم بجدوى المقاومة يفشّل أهدافه.

وقد جاءت كلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في إحتفال إحياء ذكرى الشهداء القادة أمس لتكرس معادلات جديدة في المواجهات الجارية أبرزها معادلة “الدم بالدم”، والتي قد تبدل كثيرا من قواعد الاشتباك، حيث أكد السيد نصر الله أن العدو سيدفع ثمن سفكه لدماء الأبرياء دماءً وليس مواقع أو مراكز أو آليات أو أجهزة رصد ومراقبة، ما يعني أن المقاومة سترد باستهداف مستوطنين إسرائيليين بهدف تعزيز قوة الردع حول المدنيين، ما سيؤدي حتما الى زيادة النقمة الشعبية على الحكومة الاسرائيلية التي ترزح تحت ضغوط المعارضة والنازحين والأسرى والهزيمة وملفات الهدر والفساد.

وإذ أبقى السيد نصرالله على جبهة الجنوب لمساندة أهل غزة، شدد على أن مفتاح التهدئة في المنطقة موجود في غزة، وعلى أن المقاومة ستعتمد منطق العين بالعين مع العدو وفي حال أراد حربا شاملة وكان قادرا على فتحها فإنها جاهزة وحاضرة،

وقد رد نصرالله في هذا الاطار على وزير الحرب الاسرائيلي ساخرا من تهديداته بإمكان وصول إسرائيل الى عمق خمسين كيلومترا، مؤكدا أن المقاومة تمتلك قدرات صاروخية تخولها ان تمد يدها من كريات شمونة الى إيلات.

وحرص السيد في خطابه على سحب البساط من تحت من يحاول إستهداف المقاومة في الداخل اللبناني وتحميل عملها العسكري أكثر مما يحتمل لا سيما إتهامها بامكانية إستثماره في الاستحقاقات السياسية وفي رئاسة الجمهورية، حيث أكد أن المقاومة شيء والسياسة شيء آخر وأنها لم يسبق لها أن إستثمرت إنتصاراتها في تحقيق مكاسب سياسية لا في العام ٢٠٠٠ ولا في العام ٢٠٠٦ ولا في هذه الحرب.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal