سفراء الخماسية يستأنفون تحركهم غدا على ايقاع اشتعال الجنوب و”مواعيد الحرب”!

عاد الجنوب الملتهب الى صدارة المشهد الداخلي وسط ارتفاع لافت ومقلق في مستوى المواجهات الميدانية المنذرة بتصعيد مطرد علما ان الساعات الثماني والأربعين المنصرمة اتسمت أيضا بتصاعد حرب الشائعات التي يجري عبرها تداول مواعيد مزعومة او مفترضة حول شن عملية إسرائيلية في العمق اللبناني وتاليا اشتعال الحرب الواسعة في حين وزعت معلومات عن مناورات إسرائيلية تحاكي عملية برية ضد ” حزب الله”.

في المقابل فان الحركة المتصلة بنتائج الاجتماع الذي عقده سفراء دول المجموعة الخماسية، الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر، الأسبوع الماضي في دارة السفير السعودي وليد بخاري، ستستأنف هذا الأسبوع اذ علم ان السفراء الخمسة سيزورون غدا الثلثاء رئيس مجلس النواب نبيه بري لاطلاعه على أجواء تحركهم الجديد ويعتقد ان زيارتهم لعين التينة ستكون منطلقا لجولة واسعة تستتبع بلقاءات للسفراء مع رئيس الحكومة والقيادات السياسية ورؤساء الكتل النيابية.

ونقلت «نداء الوطن» من مصدر ديبلوماسي أنّ الرسائل والتحذيرات الدولية للقيادات الرسمية اللبنانية لم تتوقف، وعبرها الى «حزب الله». وحذّرت الرسائل «من مغبة عدم الأخذ بالنوايا الإسرائيلية الحربية ضد لبنان»، وأنّ «معادلة ربط الهدوء على الجبهة اللبنانية بوقف إطلاق النار في غزة، تعني «الحزب» وحده ولا تعني الحكومة الإسرائيلية». وقال المصدر إنّ «آخر الرسائل الدولية التي وصلت الى بيروت، تقول إن الخشية كبيرة من ان ينطلق مسار التفاوض وصولاً الى الحل بين إسرائيل و»حماس»، بينما لبنان يشغل جبهته من دون ضمانات لحقّه في توقف العمليات العسكرية من الجانب الإسرائيلي عند الدخول في وقف اطلاق النار في غزة». وأشار الى أنّ الوزراء الأوروبيين الذين اجتمعوا مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، قبل ان ينتقلوا الى لبنان، سمعوه يقول إنه «يضع هدفاً لعملية عسكرية شبيهاً بالهدف الذي وضعه أرييل شارون وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق لاجتياح لبنان عام 1982، وهو إبعاد «حزب الله» الى ما بعد خط الأوّلي، وليس كما يُقال الى شمال الليطاني».

وكتبت” البناء”: وتقول أوساط سياسية مطلعة على أجواء النشاط الديبلوماسي الخماسي أن ما يقوم به السفراء يصبّ في إطار حراك ممثلي دولهم تجاه إحداث تقدم ما في سياق المواقف المحلية اللبنانية والنجاح في إيجاد نقاط مشتركة بين المكونات السياسية، خاصة أن هناك اقتناعاً عربياً وغربياً بضرورة إنهاء الفراغ الرئاسي الذي يستدعي أولاً التركيز على ما يجمع بعيداً من طموحات الأسماء التي يمكن القول إنها أفشلت المبادرة الفرنسية التي أدرك واضعوها أن النجاح لم يُكتب لها لأنها رفضت من القوى المسيحية الأساسية على وجه الخصوص. وتعتبر الأوساط أن حراك الوسيط الأميركي أموس هوكشتاين تراجع خطوة إلى الوراء ومرد ذلك أن الوقت لم يحن بعد للوصول لتسوية شاملة من الجنوب إلى الرئاسة وأن كل ذلك سيبقى مؤجلاً إلى حين وقف إطلاق النار في غزة، كما تبلغ من المعنيين اللبنانيين. وتقول الاوساط إن ما يهم دول الخماسية هو إنهاء الفراغ في قصر بعبدا وإعادة الانتظام إلى المؤسسات وتفعيل عمل السلطات.

وتقول مصادر سياسية إن المساعي التي تقوم بها دول الخليج من أجل انتخاب رئيس جديد للجمهورية هو من أجل حماية لبنان وتعزيز الاستقرار فيه وتحصين جبهته خوفاً من أي تطور أمني غير متوقع.

وكتبت” الاخبار”: يؤكد مطّلعون على الاتصالات، أن المفاوضات غير المباشرة لا تزال على حالها المجمّد بانتظار ما ستؤول إليه الأوضاع في غزة، كاشفة أن التحذيرات المتناقلة، سرّبها بعض السفراء العرب وهي تصبّ في خانة الضغط على لبنان، ولأجل استثمارها في مكان بعيد عن الجبهة مع العدو، وتحديداً في الملف الرئاسي. ويكشف هؤلاء أن «بعض التسريبات، تربط، وبشكل غير مفهوم، موضوع الضربة الإسرائيلية بحل عقدة الملف الرئاسي، من دون فهم ماهية هذا الربط»، مشيرة إلى رسالة واضحة تحدّثت عن «ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في شهر آذار على أبعد تقدير وإلا ستكون هناك حرب إسرائيلية على لبنان». وبحسب المصادر فإن هذه الرسالة، وردت تزامناً مع حراك اللجنة الخماسية المعنيّة بالملف اللبناني، والتي تحاول منذ فترة الإيحاء بوجود مبادرة إقليمية – دولية مستجدّة من أجل التوصل إلى حلّ في ما يتعلق بانتخاب رئيس جديد للجمهورية.

وفي هذا الإطار، تقاطعت معلومات أكثر من مصدر مطّلع، حول «تنسيق فرنسي – سعودي يجري بمعزل عن بقية دول اللجنة الخماسية الأخرى، ويحمل توجهاً يدفع في اتجاه معادلة رئاسية جديدة قوامها انتخاب قائد الجيش جوزف عون مقابل تسمية تمام سلام رئيساً للحكومة». ويتردّد أن هذا المقترح «تقدّمت به الرياض ودعمته باريس، التي كانت في البدء مؤيّدة لانتخاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية»، غير أنها «عادت ورأت في الصيغة الوسطية الحلّ الأمثل، وهو ما تقترحه الرياض».


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal