يتخبط رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في مستنقع الفشل الذي يتمدد أفقيا في غزة التي بالرغم من كل الوحشية الاسرائيلية التي مورست عليها وقتلت ودمرت البشر والحجر، إلا أنها تكاد تتحول الى مقبرة للجنود الصهاينة الذين يصطادهم المجاهدون تارة بالمفرق وتارة أخرى بالجملة كما حصل أمس في خان يونس حيث قتل ٢٠ ضابطا وجنديا بانفجار مبنيين وإنهيار ثالث.
لم يعد نتنياهو يمتلك أي خطة في غزة، فالأهداف التي وضعها للحرب تزداد صعوبة وربما إستحالة في ظل الصمود الأسطوري للمقاومة، والعجز الاسرائيلي عن تحقيق أي إنجاز، ما يدفع الصهاينة الى إستهداف الشهداء مجددا بنبش قبورهم والتمثيل بجثثهم، وتنفيذ الاعدامات الميدانية بحق المدنيين، والإمعان في إرتكاب المجازر وإعتماد سياسة التجويع والتهجير.
تدرك أميركا والمجتمع الدولي أن الحرب على غزة باتت عبثية خصوصا أن ما لم يستطع الصهاينة تحقيقه في بدايتها لن يتمكنوا من تحقيقه بعد مئة وتسعة أيام، بل على العكس فإن المقاومة تزداد قدرة على إلحاق الخسائر بالجيش الاسرائيلي ما يضع نتنياهو في موقف لا يحسد عليه في ظل تنامي المعارضة ضده وضغط الأسرى والنازحين وعبء الإنقسامات والخلافات في المجتمع الاسرائيلي الذي قد ينفجر في اليوم التالي لوقف إطلاق النار.
هذا الواقع يُرعب نتنياهو، لذلك هو لا يريد إيقاف الحرب، وكلما تعرض لضغوطات أميركية ودولية لإنهاء العدوان على غزة ضاعف من إستفزازاته للبنان بقصف القرى الآمنة واستهداف المدنيين عله يتمكن من توسيع رقعة الحرب.
ولعل ما يُفقد نتنياهو صوابه هو البحث الجدي بحل الدولتين على طاولة المجتمع الدولي، والذي إن تم التوافق عليه فإنه سيكون بمثابة المسمار الأخير في نعش نتنياهو الذي سيحمّله المجتمع الاسرائيلي المسؤولية عن أكبر إخفاق عسكري إسرائيلي في تاريخ الكيان، وعن أكبر هزيمة لحقت به في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي وعن إعطاء الفلسطينيين دولة مستقلة من شأنها ان تستكمل دائرة الهزيمة الكبرى لإسرائيل.
لذلك، فإن نتنياهو تقدم بإقتراح الى الإتحاد الأوروبي يقضي بإنشاء جزيرة صناعية ونقل الفلسطينيين إليها وهو إقتراح ينم عن هلوسات أو ربما عن مزيد من الارباك لرئيس حكومة العدو الذي تحول الى مادة للسخرية على وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
يبدو أن أميركا وأوروبا وحتى دول الإقليم باتوا على قناعة بأن لا إستقرار ولا أمن في هذه المنطقة الا بحل الدولتين الذي يشكل أيضا مصلحة للرئيس الأميركي جو بايدن الذي بعدما كان يدعم نتنياهو للقضاء على حماس بهدف زيادة شعبيته عشية الانتخابات الرئاسية الأميركية، بات اليوم يتحين الفرصة لوقف إطلاق النار والسعي لإنجاز حل الدولتين وذلك لتحسين واقعه الشعبي والانتخابي الذي إنهار خلال الفترة الماضية بفعل دعمه حرب الابادة والجرائم ضد الانسانية التي إرتكبها العدو الاسرائيلي بحق الفلسطينيين!..
Related Posts