إسرائيل تغتال قائد “الرضوان” وتتوعّد بيروت بنسخة مطابقة لحرب غزة

تسارعت وتيرة التطوّرات على الجبهة الجنوبيّة في ظل حرب أمنية مفتوحة بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي بموازاة الحرب العسكرية منذ 8 تشرين الأول الماضي، ما يرفع احتمالات انزلاق الوضع الى حرب واسعة النطاق، إذا لم تفلح الجهود الدبلوماسية الأميركية – الأوروبية باحتواء الموقف.

وسجل تطور ميداني خطير جديد امس تمثل في مقتل ويام الطويل الذي يوصف بانه من كبار القادة الميدانيين في “حزب الله” . فقد نفذت مسيرة اسرائيلية غارة على سيارة من نوع رابيد على طريق محلة الدبشة في بلدة خربة سلم في قضاء بنت جبيل مطلقة باتجاهها صاروخا موجها، ادى الى جنوحها جانب الطريق واحتراقها، وحضرت الى المكان فرق من الاسعاف والاطفاء من الدفاع المدني و كشافة الرسالة الاسلامية والصليب الاحمر وعملوا على اخماد النيران . وقتل في الغارة المسؤول الميداني وسام الطويل الملقب بـ”جواد”، وشخص ثان. وفيما نعاه “حزب الله” اشارت وسائل اعلام إسرائيلية الى ان الطويل هو المسؤول عن إطلاق الصواريخ على قاعدة ميرون الجوية يوم السبت. وذكر مصدر أمني لوكالة الأنباء الفرنسية أن المسؤول المستهدف “كان يتولى مسؤولية قيادية في إدارة عمليات حزب الله في الجنوب وقد قُتل إلى جانب عنصر آخر في حزب الله” .

وعرّفت مصادر أمنية أخرى تحدثت لوكالة “رويترز”، بأن المسؤول هو وسام الطويل، وهو يتولى منصب نائب رئيس وحدة ضمن قوة الرضوان. وأكّد أحد المصادر الأمنية لـ”رويترز” أن “هذه ضربة مؤلمة للغاية لحزب الله”، في حين قال آخر إن “الأمور سوف تشتعل الآن”. وتأتي هذه العملية على وقع تصعيد متزايد على جانبي الحدود، لا سيّما أن الخشية من توسّع نطاق الحرب تصاعدت بعد اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” صالح العاروري مع ستة آخرين الثلثاء الماضي بضربة جوية في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل “حزب الله”. ووفق حصيلة جمعتها وكالة فرانس برس فانه منذ بدء التصعيد عبر الحدود، قتل 181 شخصا في لبنان، بينهم 153 عنصرا من الحزب، وأحصى الجيش الإسرائيلي من جهته مقتل 14 شخصاً بينهم تسعة عسكريين.

وسجل امس أيضا قصف إسرائيلي لبلدة عديسة بالقذائف الفوسفورية كما استهدف القصف مؤسسة تجارية على طريق العديسة، وأدى إلى اندلاع النيران فيها واستهدف الجيش الاسرائيلي رويسة حولا عند اطراف بلدتي حولا وميس الجبل بالقصف المدفعي. في المقابل، اعلن “حزب الله” انه استهدف ‌موقع حدب ‏البستان وموقع ‏رويسات العلم في مزارع شبعا وتجمعا للجنود الإسرائيليين في شتولا وتجمعا اخر في محيط جل العلام .

وكتبت” الاخبار”: بعدما تجاوز بسيّارته بضع مئات الأمتار انطلاقاً من منزله في حيّ الدبشة في بلدته خربة سلم (قضاء بنت جبيل)، دوّى انفجار بسيّارة «الحاج جواد»، من نوع «HONDA CRV»، وتحوّلت السيارة خلال لحظات إلى كتلة نيران ملتهبة، صعُبت معها – في الدقائق الأولى – مهمّة التعرّف إلى نوع ولون السيارة، فضلاً عن هويّة من في داخلها. هرع شبّان كانوا قريبين من المكان إلى السيارة المشتعلة، وحاولوا إخماد نيرانها، وإنقاذ من فيها. لكن، سرعان ما تبيّن لهم أن الحريق نال من السيارة ومن فيها، بشكل شبه كامل. مرّ وقت قليل، وتكهّنات كثيرة. قبل أن تدلّ كل المؤشّرات على أن من في السيارة، هو الحاج وسام حسن طويل، أو «الحاج جواد»، كما يعرفه معظم من تعرّفوا إليه، حتى الأقارب. حاول الجميع استبعاد الأخبار التي عرفوا جميعاً – في قرارة أنفسهم – أنها صادقة. «انتظروا فحص DNA»، قال أحد الذين تجمّعوا أمام منزل الحاج في «الخربة». «لكنّ النتيجة تتطلّب وقتاً طويلاً، ولا يمكننا الانتظار لساعات قبل إعلان الخبر»، قال آخر. في داخل المنزل، المعروف لكل أهل البلدة، تجمّعت النسوة مع العائلة، الزوجة وأربعة أولاد. تهمس إحداهنّ في أذن زوجها الذي يقف مع الرجال خارجاً: «زوجة الحاج متأكدة من أنه هو المستهدف». وبعد نحو ساعة، تأكّد الجميع، ولم يعد من مجال لإنكار الحدث. الحاج جواد، شهيداً.

واستباقاً لمحادثات بلينكن في تل ابيب وزيارة هوكشتاين لبيروت، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت في بيان مشترك، أن الحرب في الجنوب في قطاع غزة، وفي الشمال على حدود لبنان «ستستمر شهوراً عديدة».

وخلال زيارة مستوطنة كريات شمونة في شمال إسرائيل قال نتنياهو لجنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي:»حزب الله» ارتكب خطأً كبيراً معنا عام 2006 وهو يرتكب خطأً الآن، لقد اعتقد أننا مثل شبكة العنكبوت».

أما وزير الدفاع غالانت، فقال إنّ المواجهات الحالية قد تؤدي الى تكرار حرب غزة في لبنان، وتحديداً بيروت، مستعملاً عبارة بالانكليزية:» copy-paste Gaza war to Beirut أي «نسخ ولصق» تلك الحرب.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal