ماذا يعني أن تقصف المقاومة قاعدة “ميرون”؟!.. غسان ريفي

جنّ جنون إسرائيل على إثر قيام المقاومة الاسلامية في لبنان بقصف قاعدة “ميرون” في جبل الجرمق وهو أعلى قمة في فلسطين المحتلة بـ62 صاروخا من أنواع وأحجام مختلفة أصابت أهدافها كرد أولي على عملية إغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” الشهيد الشيخ صالح العاروري في الضاحية الجنوبية.

ترجمت إسرائيل جنونها بسلسلة غارات على قرى وبلدات متقدمة بعمق 22 كيلومترا بعيدا عن الحدود اللبنانية ـ الفلسطينية، في محاولة منها الإيحاء بأنها تكسر قواعد الإشتباك وتوسع من إعتداءاتها، فضلا عن قيامها بغارات وهمية خرقت من خلالها جدار الصوت لبث حالة من الرعب في صفوف الأهالي الذين واكبوا هذه الغارات وسارعوا الى تفقد الأماكن التي تم قصفها في إشارة الى إصرارهم على الصمود في أراضيهم، ما دفع المقاومة الى الطلب منهم بعدم التجمع عند حصول أي غارة أو إنفجار أي صاروخ في أي مكان لعدم إفساح المجال للعدو بإستهدافهم وحرصا على سلامتهم، وترك الأمر الى المعنيين من الدفاع المدني وفرق الإسعاف.

الرد الاسرائيلي على إستهداف قاعدة “ميرون” الاستراتيجية، لم يرتق الى مستوى الحدث، وهو كان موضع سخرية داخل الكيان الغاصب، لأن الجيش الصهيوني يقصف المنازل غير المأهولة ردا على قصف القاعدة، كما حصل في كوثرية السياد، ما يؤكد أن إسرائيل شعرت بخطورة هذه العملية التي أطلقت المقاومة صواريخها الـ62 وأصابت أهدافها بدقة بمعزل عن القبة الحديدية وأوقعت أضرارا جسيمة يتكتم العدو على حجمها ويمنع أي وسيلة إعلامية إسرائيلية من نشر تفاصيل عنها، وهذا يعني أن أي حماقة جديدة قد يرتكبها العدو ستواجه بهدف جديد قد يكون أكثر خطورة.

تُستخدم قاعدة ميرون للرقابة الجوية في كل المنطقة بما في ذلك حركة الطيران والرادارات، وتقدم الإرشاد لكل العمليات العسكرية والغارات الجوية، وتشير معلومات الى أن تنفيذ العدوان على الضاحية وجريمة قتل الشهيد العاروري كان بإشرافها لذلك فإن إستهدافها حمل رمزية مهمة، وهي لا يوجد من طرازها سوى إثنتين الأولى التي تم إستهدافها في “ميرون” شمالا، والثانية “متسبيه رامون” في جنوب فلسطين المحتلة.

لا شك في أن نجاح عملية المقاومة في قاعدة “ميرون” أظهر قدرة هائلة لديها في الاستطلاع والدقة والرصد والتصويب وخرق القبة الحديدية والدفاعات الجوية الصهيونية، والأهم من كل ذلك هو نجاح الاعلام العسكري في المقاومة بتصوير العملية والأهداف التي أصابتها داخل القاعدة، ما يعني مشاركة مسيّرات للاستطلاع والتصوير لتأكيد نجاح العملية ما يشكل خرقا جديدا يدل على حرفية عالية، خصوصا أن عمليات من هذا النوع بحسب العديد من المحللين تكون من مهام دول كبرى متقدمة جدا على صعيد الخرق العسكري.

وما يجعل إسرائيل تعيد حساباتها، هو أن من إستطاع أن يقصف 62 صاروخا على قاعدة “ميرون” كرد أولي كما ورد في بيان المقاومة على إستهداف الشهيد العاروري، يمكن له أن يقضف ألف صاروخ أو ربما أكثر، وأن لا يبقي أثرا لهذه القاعدة في ظل الفشل الذريع للقبة الحديدية.

لذلك، فإن العدو إكتفى بالإيحاء بأنه يوسع من إعتداءاته على لبنان، وهو لم يحقق أي إنجاز يحفظ فيه ماء وجهه داخل الكيان الغاصب، ما يؤكد أن القوة التدميرية التي إستخدمتها إسرائيل في غزة، وتحاول إسقاطها على جنوب لبنان لم تعد تنفع، خصوصا بعد عملية الضاحية التي شكلت خرقا فاضحا وتجاوزا لكل الخطوط الحمر وتلقت إسرائيل بعدها عملية أقل ما يمكن أن يقال فيها أنها موجعة، خصوصا أن ليس قصف قاعدة ميرون بالصواريخ هو ما يقلق العدو، بل قدرة المقاومة على إصابتها وتدمير قسم كبير منها، ويؤكد ذلك للإسرائيليين أن ما خفيَ كان أعظم.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal