نقطة مشتركة تجمع “حزب الله” وأميركا.. هذه تفاصيلها

خلال خطابه الأخير، فتح الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله باباً كبيراً يتمحورُ حول “الفرصة التاريخية” للبنان لتحرير أراضيه المحتلة إثر أحداث جنوب لبنان ضد إسرائيل.

العنوان الذي رفعه نصرالله لم يمنعه من الإشارة إلى إمكانية التفاوض غير المباشر مع العدو الإسرائيلي بشأن الحدود البرية، وهو الأمر الذي سيكون على غرار ملف ترسيم الحدود البحرية الذي قادته الولايات المتحدة عبر وسيطها آموس هوكشتاين خلال العام 2022. 

نقطة تجمعُ أميركا وحزب الله

ما يمكن قوله هو أن “القبول” بمبدأ التفاوض يمثل النقطة التي تجمع الأميركيين بالحزب. على ما يبدو، فإن الأخير لا ينفي قبوله بهذا الطرح، إلا أن المُضي به لا يكون إلا بعد إنهاء إسرائيل عدوانها على غزة. 

الشرطُ هذا أساسي جداً بالنسبة لحارة حريك، فوضع حد للحرب في الداخل الفلسطيني سيؤدي حُكماً إلى إخماد لهيب الجبهة الجنوبية، علماً أن هناك بوادر كثيرة توحي بوجود إصرار أميركي على منع اتساع رقعة الحرب. 

في حال حصول ما يريده الحزب من إسترجاع للأراضي المُحتلة بتسوية أميركية، عندها سيكون ذلك بمثابة “إنتصار معنوي” له سيهديه إلى اللبنانيين، وبالتالي سيكون قد حقق أحد أهداف “جبهة المقاومة” في لبنان. 

مُفترق طرق

المسعى الأميركي المقترن مع قبول الحزب بمبدأ التفاوض حول وضع الجنوب، يصطدمُ بمعضلة أخرى ترتبط بالقرار 1701. هناك إصرار إسرائيلي على إقصاء “حزب الله” من جنوب لبنان في حين أن الأميركيين يبحثون عن “حل دبلوماسي” يمكن أن يمهد الطريق أمام تطبيق فعلي للقرار من دون الإنتقال إلى مرحلة حرب تشهدُ على ضرب “حزب الله”، كما تريد إسرائيل. 

المسألة المطروحة تُشكل مُفترق طرق بالنسبة لكل الأطراف، علماً أن الحزب لم يُقفل باب البحث بمسألة القرار الدولي، لكن أولويته الآن هي وقف العدوان في غزة وانسحاب ذلك على الجنوب قبل الحديث في أي أمر آخر.

في الخلاصة، يمكن القول إن التقارب غير المباشر قائم في نقاطٍ عديدة، علماً أن بعض التقارير الإسرائيلية الأخيرة تحدّثت عن مفاوضات سرية بين إيران والولايات المتحدة لتطويق الحرب في المنطقة.. فهل سينسحب هذا الأمر – إن حصل – على جبهة لبنان فوراً؟ ما هي المعادلات الجديدة التي ستفرض نفسها قريباً؟


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal