على الرغم من الأزمات المتتالية التي تضرب لبنان على المستويات كافة، إلا أن حب الحياه والعيش هي من صفات اللبنانيين الذين يجهدون لإكمال حياتهم و والمحافظة على عاداتهم الاجتماعية لا سيما عشية عيديّ الميلاد وراس السنة.
يرفض قلب طرابلس النابض بأسواقها وشوارعها الاستسلام، فارتدت المدينة حلة العيد حيث افتتحت رعية مار مارون في طرابلس، معرض الميلاد الأول “سوق الميلاد” وأضاءت شجرة العيد وسط باحة الكنيسة، ببركة رئيس أساقفة أبرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف، وبحضور حشد من الشخصيّات الدينية والسياسيّة والاجتماعيّة واستُهلّ الحفل بالترانيم وقرع الأجراس وحمل الشموع. وتضمّن المعرض عروضًا كشفية من وحي عيد الميلاد ومواد من مؤونة البيت وأشغالًا يدوية وألعابًا وهدايا.
وارتفعت الزينة وأشجار الميلاد في الطرق وعلى واجهات المحال في الأسواق الممتدة من وسط المدينة في التل وصولا إلى طريق الميناء مرورا بشارع عزمي وشارع نديم الجسر ومتفرعاتهما، فما ان تغيب الشمس ويطل الليل حتى تنير شوراعها بألوان ساحرة.
جريدة “سفير الشمال” زارت أسواق طرابلس، فكيف بدت حركة الأسواق؟
تشهد المدينة هذا العام حركة مقبولة من الزبائن مقارنة بالأعوام الماضية لا سيما على محلات بيع الألبسة ومستلزمات العيد من حلويات وسكاكر، في مشهد أعاد الأمل نوعا ما الى أبناء طرابلس.
وفي هذا الإطار، يؤكد ناظم الامين صاحب محل ألبسة في شارع عزمي ان “الحركة هذا العام تعتبر مقبولة مقارنة ً بالسنوات الماضية وقد تضاعفت هذا الاسبوع، حيث بدأنا نشاهد زبائن من خارج اقضية الشمال الاسبوع الماضي”، لافتا الى أن “الزبائن كانوا يأتون للسؤال فقط او لمشاهدة البضائع، اما هذا الاسبوع فهناك مبيع، وإن كانت الغالبية تبحث عن الاسعار الارخص، ولكن هذا جيد ونأمل ان تستمر الحركة”.
وتقول سارة فخارنجي (صاحبة محل لبيع الملابس في سوق العريض): “إن الاقبال يُعدّ مقبولاً في هذه الأيّام، خصوصاً وأنّ عددا كبيرا من الزبائن يقصدون هذا السوق نظراً لأهميته التاريخية سواء كانوا من السياح أو من اللبنانيين “
وترى سيلا عمران (إحدى المتواجدات في السوق العريض) أنه “على الرغم من كل الصعوبات التي يمر بها لبنان عموماً وطرابلس خصوصاً إلا أن الإستسلام مرفوض”، وتقول: “منزلي ملاصق للسوق ويمكنني رؤيته من شرفة منزلي، في الأسابيع الماضية كانت أسواق بيع الملابس شبه خالية وبدأت تتحسن تدريجياً وهذا ما يعيد الأمل بإعادة نبض هذه المدينة”
ماري كرم إحدى المتسوقات في سوق عزمي، تستعد للإحتفال هذا العام مع أسرتها بعيد الميلاد، وتقول “أتيت من الكورة للتسوق وتمضية العطلة مع عائلتي التي تقطن في الزاهرية للإحتفال ولإتمام واجباتنا الدينية سوياً، واللافت أنني شاهدت العديد من السياح الأجانب وهذا يدفعني للتفاؤل مرة جديدة”
ويلفت نهاد صبحي (أحد بائعي السكاكر في الميناء) إلى “أنّ حركة البيع هذا الأسبوع جيدة والكثير من الزبائن يقومون بشراء الحلويات والسكاكر، مشيرا الى أن البعض يأتي من خارج المدينة على عكس ما كان متوقعاً، وهذا ما كنا نأمله لأن طرابلس هي مدينة نموذجية للعيش المشترك “
ويشير داني سيمون (صاحب متجر لبيع زينة الميلاد) إلى أن حركة البيع هذه السنة جيدة نوعاً ما، لكن مع سوء الأوضاع المعيشية بدأت الغالبية تلجأ إلى شراء الزينة المستعملة وتعد تكلفة شرائها أقل من الضعفين من ثمن الزينة الجديدة، وبالتالي بيع الأشجار المستعملة بسعر مقبول يشجع المشتري، وتحديداً أصحاب الميزانيات المتوسطة”.
أيام قليلة تفصل طرابلس عن عيديّ الميلاد ورأس السنة، وتختلف الأمنيات عن السنوات الماضية، لتبقى أمنية واحدة يشترك فيها الطرابلسيون وجميع اللبنانيين هي “أن يبقى لبنان آمناً”..
Related Posts