إنتخابات المجلس الاسلامي العلوي.. التوازنات السياسية على حالها!

خاص – سفير الشمال

بعد أكثر من عشرين سنة على تعطيل الانتخابات، مارست الهيئة العامة للمجلس الاسلامي العلوي حقها الديمقراطي في إختيار رئيس ونائب رئيس و11 عضوا للهيئتين الشرعية والتنفيذية، في الانتخابات التي جرت أمس في مقر مدرسة الأميركان في جبل محسن.

وقد أسفرت الإنتخابات عن فوز الشيخ علي قدور برئاسة المجلس، وشحادة العلي لمنصب نائب الرئيس.
وكان النائبان السابقان علي دوريش ومصطفى علي حسين قد حركا ملف المجلس الاسلامي العلوي في العام ٢٠١٩، حيث تقدما بمشروع قانون لانتخابات المجلس وبالتالي عزل القائم بأعمال رئاسة المجلس محمد عصفور الذي نجح في الطعن به وتعليق المشروع الى مطلع العام ٢٠٢٣، حيث قرر مجلس الوزراء كف يده عن إدارة رئاسة المجلس بناء لإستشارة هيئة التشريع والقضايا في وزارة العدل حيث تسلم مهام الرئاسة العضو الأكبر سنا في المجلس وهو الشيخ شعبان حمدان ثم جرى تعيين لجنة للاشراف على الانتخابات من الهيئتين السابقتين.

وإستكمل ملف الانتخابات النائبان الحاليان حيدر ناصر وأحمد رستم وصولا الى إجراء الانتخابات التي حرص رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على تقديم كل التسهيلات لاتمامها إنطلاقا من سعيه لمنع الفراغ في كل المؤسسات التي تعنى بشؤون المواطنين الدينية والمدنية.

لم تبدل نتائج إنتخابات المجلس الاسلامي العلوي من التوازنات السياسية القائمة ضمنه، فلم تفلح الجهود التي بذلها النائب حيدر ناصر الى جانب زميله النائب أحمد رستم في الحد من نفوذ الحزب العربي الديمقراطي في المجلس حيث أسفرت الانتخابات عن فوز الشيخ علي قدور المقرب من قيادة الحزب ب ١١ صوتا من أصل ١٣، في حين أن شحادة العلي الذي نال ٦ أصوات عضوا في حزب البعث العربي الاشتراكي، كما حصل الحزب العربي وحزب البعث على الأكثرية في الهيئتين الشرعية والتنفيذية ما يشير الى إستمرار نفوذه السياسي في المجلس وعبره في الطائفة العلوية.
وفي الوقت الذي تعتبر فيه مصادر مطلعة أن النائب حيدر ناصر تعرض لنكسة خصوصا بعد الحديث المتداول عن أن النائب أحمد رستم تركه في منتصف الطريق وسار الى جانب خيار الحزب العربي لانتخاب الشيخ القدور والعلي، تشير مصادر أخرى الى أن ما قام به ناصر يعتبر خطوة أولى في مسار طويل، خصوصا ان نفوذ الحزب العربي في المجلس العلوي مستمر منذ عقود وليس سهلا إختراقه، وقد عمل النائب ناصر على تحقيق خرق مبدئي من خلال الأرقام التي حققها بعض المرشحين المحسوبين عليه في الهيئتين الشرعية والتنفيذية، ونجح في إحداث منافسة جعلت للانتخابات نكهة ديمقراطية يحتاجها المجلس وقد تثمر عن التغيير في المستقبل.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal