نظمت نقابة المهندسين في طرابلس والشمال حفلاً لإطلاق مركز التحكيم الهندسي في نقابة المهندسين في طرابلس في قاعة المؤتمرات في النقابة، وذلك برعاية وحضور وزير العدل القاضي هنري الخوري.
حضر الحفل الوزير السابق سمير الجسر، الوزير السابق رشيد درباس، النائب السابق النقيب جوزاف اسحق، نقيبة المحامين في طرابلس ماري تريز القوال فنيانوس، مفوض قصر العدل عماد مارتينوس ممثلاً نقيب المحامين في بيروت ناضر كسبار، أمين سر نقابة المهندسين في بيروت توفيق سنان ممثلاً نقيب المهندسين في بيروت عارف ياسين، وحشد من الشخصيات والمهتمين.
بدأ الحفل بالنشيد الوطني اللبناني ونشيد النقابة ومن ثم ألقى النقيب بهاء حرب كلمته مرحباً بالحضور وشدد على أهمية وضرورة التحكيم المركزي النقابي الذي كان من مقررات اتحاد المهندسين العرب واتحاد المقاولين العرب ونشر ثقافته خصوصاً أننا نعيش في دولة غائبة أو مغيّبة، تنازع أنفاسها الأخيرة ودعا الوزير أن يكون من داعمي مقررات اتحاد المهندسين العرب ومباركته بالإعتراف وتشريع التحكيم الهندسي في نقابة المهندسين في طرابلس التي هي إحدى أعضاء هذا الإتحاد.
بعدها، قدّم عضو لجنة التحكيم الهندسي في النقابة فهمي كرامي عرضاً سريعاً عن مهمّة وهيكلية وقواعد التحكيم النقابي وكيفية اللجوء إلى التحكيم والإجراءات اللازمة ومعايير اعتماد المحكّمين من قبل مركز التحكيم الهندسي واعتماد البند التحكيمي في العقود الهندسية للجوء إلى المركز التحكيمي.
تلاه كلمةً لنقيبة المحامين ماري تريز القوال فنيانوس عبرت فيها عن فرحتها بمشاركة الزملاء المهندسين والمحامين والمجتمع الشِّماليِّ في وجهٍ عام، بافتتاح مركز التحكيم التابع لنقابة المهندسين في طرابلس، مضيفةً أن التحكيم والوساطةَ معه، وإن كانا الصورة الأولى للحكم بين الناس في أول عهدهم بالخلافات، فقد أصبحا اليوم وسيلتين حضاريتين مكمِّلتين لدور السلطة القضائية، في فضّ النزاعات وإيلاء الحقوق. لكن الباعث على الأسف، أن التحكيم والوساطة تطورا كثيرًا على صعيد العالم كله، نظامًا قانونيًّا ومفاهيم تقاضٍ، أما القضاء اللبنانيُّ العاديُّ فما زالت آلياتُ المحاكمة فيه، متأخرةً جدًّا عن اللحاق برُكب الحداثة الذي اندمجت فيه أنظمة قضائية عديدةٌ حولنا.
كما ألقى الوزير السابق المحامي سمير الجسر كلمةً على الحضور حيث قال إنه “لقد جاءت هذه الدعوة الكريمة لإفتتاح مركز تحكيم نقابة المهندسين في طرابلس في زمن تعطّلت فيه العدالة لحدّ كبير بين تعطيل الإدارات وتغيُّب الموظفين واعتكاف القضاة لفترة طويلة نتيجة تداعيات الأزمات السياسية على الأوضاع المالية والإقتصادية.. وعلى أوضاع القضاة والمساعدين القضائيين واذ لعل في خيار التحكيم ونشر ثقافته حلّ مساعد لتخفيف الإحتقان القضائي والتخفيف من الضغط على المحاكم كوسيلة غير مباشرة لتسريع الفصل في القضايا.. وهذا بالطبع في حدود عدم المساس بكل ما يتعلق بالنظام العام.
وكانت الكلمة الأخيرة لوزير العدل هنري الخوري حيث أشاد بمهنة الهندسة التي انتقلت من الصورة التقليدية القائمة على إعداد الخرائط والإشراف على تنفيذها إلى صورةٍ أشمل حملت معها عدّة أدوار يؤديها المهندس لم يكن متعارف عليها من قبل سواء لناحية الدور الإستشاري السابق والمتزامن واللاحق للتنفيذ أو لناحية العلاقة التعاقدية والتنفيذية بين صاحب المشروع وغيره من الفرقاء في العقد أضحوا في تزايد ملفت في العدد والإختصاصات والأدوار بحسب نوع المشروع الهندسي، ومع كلّ تسلسلٍ في العقود والإلتزامات، تختلف الأدوار وتتعقّد المسؤوليات بحيث يمسي من الصعب تحديد الجهة المسؤولة عن سوء التنفيذ أو تحديد نصيبها من المسؤولية من قبل القاضي أو المحكم على حدّ سواء، وقد تنبّهتم لهذه الصعوبة وقمتم بخطوةٍ إيجابيةٍ نهنئكم عليها وهي إنشاء مركز للتحكيم الهندسي، ثم ختم مصرحاً أن القضاء يعوّل اليوم على قرارات المركز التحكيمية في مجال المقاولات كما عوّل سابقاً على تقارير الخبراء الهندسيين في الملفات القضائية.
اختُتم الحفل بتقديم درع شكر من النقيب بهاء حرب وأعضاء مجلس النقابة للوزير هنري الخوري.
Related Posts