نهاية عهد رياض سلامة.. حل الازمة سياسي بإمتياز!… ديانا غسطين

انتهى عهد رياض سلامة.. ثلاثون عاماً طوى صفحتها الحاكم بأمر المال في المصرف المركزي تاركاً البلاد تتخبط في أسوأ أزمة مالية عرفتها، مودعاً الحمل الثقيل بيد نائبه الأول وسيم منصوري، الذي اطل على المواطنين بمؤتمر صحافي “عرّى” خلاله الطبقة السياسية وأوضح انه لا خروج من الازمة الراهنة قبل تغيير السياسة المالية.

من حيث الشكل، تماهى حديث منصوري مع متطلبات صندوق النقد الدولي لجهة إقرار مجلس النواب للقوانين الإصلاحية المالية من الكابيتال كونترول وإعادة هيكلة المصارف والتوازن المالي الى تحديد وتحرير سعر الصرف والعمل على استقراره. الى ذلك، خرج نائب الحاكم الأول بعد جلسة حكومة تصريف الاعمال ليعلن ان “لا اعتراض من الوزراء على الاقتراض بالعملات الاجنبية والحكومة هي التي تحدد المبلغ الذي تريده”. ولكن ما غاب عن ذهنه ان الاقتراض بالعملات الاجنبية لتسديد نفقات القطاع العام امر يحصل منذ ثلاثين عاماً، اي انه ليس بجديد. كل ما في الامر انه لم يكن احد ينتبه الى ذلك بسبب وفرة الدولارات آنذاك علماً انها كلها من ودائع الناس.

الى ذلك، تشير المعلومات الى ان اتصالات جرت بين نواب الحاكم والحكومة والمجلس النيابي للاتفاق على ارقام محددة تسمح بالاستمرار خلال الاشهر الثلاثة القادمة، خاصة وان هناك التزامات لا يمكن ايقافها بشكل فجائي.

وبحسب الخبير الاقتصادي الدكتور عماد عكوش فإن “تسديد رواتب القطاع العام لن يستمر على منصة صيرفة ولا حتى بالدولار الاميركي. ويضيف ستؤمن معاشات شهر آب المقبل على اساس صيرفة ولكن اعتبارا من شهر ايلول فإن عملية التسديد بالدولار عبر صيرفة سينحصر بالمدفوعات المتعلقة بالسلع المدعومة مثل الادوية وبعض المواد الاخرى”. ويعتبر بأنه من المفترض بحدود شهر تشرين الاول المقبل ان يكون دور المنصة محصوراً بتحديد سعر الصرف والتقريب ما بينه وبين سعر السوق السوداء اي الدور الحقيقي الذي كان يحب ان تقوم به من الاساس”. ويربط عكوش حل الازمة المالية “بتنفيذ الاصلاحات المطلوبة والا فإننا ذاهبون الى مزيد من التفلت في سعر الصرف”.

اذاً، هو مفتاح الحل بات في عهدة نواب الامة. فالطريق الى الاصلاحات يبدأ من التشريع، يليه حسن التطبيق من الحكومة والقائم بمقام حاكم المصرف المركزي. خاصة وان هذه التشريعات اذا اقرت فإنها ستلقى ترحيباً محلياً معطوفاً على دعم خارجي يمهد لاعادة ثقة المجتمع الدولي بلبنان وينعكس استقراراً يمهّد للخروج من الكبوة المالية. فهل بات الفرج قريباً؟


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal