خرجَت ولم تعد.. فرارٌ أم خطف؟… سمية موسى

لحظات تحبس الأنفاس، تساؤلات تحاول أن تخفف من قساوة الحدث والوقت..

قصص الاختفاء والخطف.. أم الهروب؟!..

أعداد “المفقودين” تزداد يوما بعد يوم، حيث تعلن القوى الأمنية على مدار الساعة، عبر حسابها، عن أسماء وصور لمفقودين، مطالبة من لديه معلومات الإدلاء بها.

ظاهرة الاختفاء، تطال مختلف الأعمار، من أطفال وقاصرين، وشبان وكبار في السّن، وهي تثير مخاوف وقلق كثيرين، وتطرح علامات استفهام عدة حول أسبابها، وتشرّع الأبواب أمام إحتمالات عدة، في بلد تتزاحم فيه الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنيّة وكذلك الاجتماعية.

بالعودة إلى صفحة قوى الأمن الداخلي، تتوالى صور المفقودين تباعاً، وفي عيّنة صغيرة حول ظاهرة المفقودين يتبيّن أنه خلال شهريّ حزيران وتموز هناك نحو 20 شخصاً تقريباً مفقوداً وغالبيتهم تتراوح أعمارهم بين 15 و20 سنة.

وفي هذا الاطار، يوضح الكاتب والباحث في “الدولية للمعلومات” محمد شمس الدين أنه لا توجد إحصائيات دقيقة في البلاد حول عدد الفتيات القاصرات اللواتي فُقدن”.

ويرى أن هناك إحصائية عامة تفيد أنه في عام 2018 خُطف في لبنان 10 أشخاص من مختلف الأعمار، وارتفع الرقم إلى 16 في عام 2019، ثم إلى 47 في 2020، وانخفض إلى 17 عام 2021″.

وأشار شمس الدين إلى أن “الرقم عاد إلى 47 عام 2022. وحتى نهاية حزيران من العام الجاري، شهد لبنان 18 حالة خطف من مختلف الأعمار”.

وكان قد صـدر عن المديريّـة العـامّـة لقـوى الأمن الدّاخلي ـ شعبة العلاقات العامّة الأحد بلاغ جاء فيه:

“تداولت وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي خبر اختفاء عدة فتيات قاصرات ضمن فترة زمنية محدّدة بمقالات وأخبار أثارت الذعر لدى المواطنين، خاصة ما ورد فيها من تحليلات عن وجود عصابات أو ربط هذه الحالة وسواها بحالة أمنية غامضة. على أثر ذلك باشرت قطعات قوى الأمن اجراءاتها لكشف مصير الفتيات المفقودات، وأعطيت الأوامر لتكثيف الجهود لكشف مصيرهن بما أمكن من السرعة”.

وأضاف البيان: “بنتيجة المتابعة الاستعلامية التي قامت بها شعبة المعلومات، تبيّن أن حالات فرار القاصرات هو نتيجة أسباب عائلية، وتمكّنت من كشف مصير الفتاة القاصر التي هربت من منزل ذويها في محلة برج أبي حيدر وتسليمها الى ذويها. كما تبيّن أنه بتاريخ 03-07-2023، غادرت القاصر (غ. ص. من مواليد عام 2009) منزل ذويها في محلة غادير- جونية إلى جهة مجهولة.

وبتاريخ 08-07-2023 وبنتيجة الاستقصاءات والتحرّيات التي قامت بها شعبة المعلومات، تمكّنت من تحديد مكان تواجدها”.

وتابع البيان: “باستماع إفادتها بحضور مندوبة حماية الاحداث، أفادت أنها غادرت منزل ذويها بملء ارادتها نتيجة أسباب عائلية، ولم تتعرّض لأي عملية خطف أو ابتزاز وهي بصحة جيّدة”.

القائمة تطول، واللافت أنّ جزءً من حالات الاختفاء لا يفصل بينها 24 ساعة، وهي تزايدت أكثر في الآونة الأخيرة مع تأكيد قوى الأمن أنّها تندرج في إطار المشكلات العائلية ولا علاقة لها بأيّ سبب أمني.

الا أن هذا الأمر لا يمنع التحذير والتنبيه من إمكانية حصول حالات خطف لأسباب متعددة، في ظل تنامي الأزمات التي تتسبب أيضا بقيام عدد من القاصرين أو الراشدين بترك منازلهم بحثا عن معيشة أفضل تخفف من ضغوط الحياة عليهم.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal