خاص ـ سفير الشمال
بعد 16 يوما على مقتل الشاب أحمد درويش من بلدة عكار العتيقة في جرود القموعة، وبعد أخذ ورد وتبادل إتهامات بين بلدتيّ عكار العتيقة وفنيدق وهو ما كاد أن يؤدي الى فتنة لا تحمد عقباها، إثر تبادل الشتائم والاتهامات وحرب بيانات على مواقع التواصل الاجتماعي والظهور المسلح، تمكنت القوى الأمنية من تحديد هوية القاتل وقطع دابر الفتنة.
وفي معلومات خاصة لـ”سفير الشمال” أن قوة من فرع المعلومات تمكنت من تحديد هوية القاتل الذي إعترف بفعلته وهي ستقوم بإعلان كامل التفاصيل والكشف عن الجريمة بعد ساعات.
وفي التفاصيل، أن الشبهات حامت منذ البداية حول أبناء عكار العتيقة ممن كانوا مع الضحية أحمد درويش في القموعة، وقد تم إستدعاؤهم الى التحقيق، الا أن عم الضحية علي درويش توارى عن الأنظار، وهو شارك فقط في دفن الضحية، وبعدها غاب كليا عن الأنظار. أما التحقيقات إستمرت مع باقي أفراد المجموعة إضافة الى محمد ميتا وهو شقيق غازي ميتا الذي قتل في العام 2021 إثر إندلاع إشتباكات مسلحة بين بلدتي فنيدق وعكار العتيقة على خلفية مقتل الشاب رامي البعريني.
وكانت المعلومات إستدعت ميتا للتحقيق معه قبل إطلاق سراحه من ثم عادت وطلبت حضوره وتم توقيفه، كما قام عناصرها بمصادرة سلاح حربي يوم أمس بعد أن أدلى ميتا بمكان وجوده. كما أقدم عضو لجنة الصلح ياسين جعفر على تسليم علي درويش (عم الضحية)، ليصبح عدد الموقوفين لدى فرع المعلومات إثنين من بلدة عكار العتيقة.
وفي التفاصيل: أن القوى الأمنية عملت منذ البداية على فرضية أن القاتل هو من ضمن المجموعة التي كانت ترافق أحمد درويش الذي عثر على جثته راعي أغنام من بلدة فنيدق، ظهر اليوم التالي، الأمر الذي أثار الريبة خصوصا أن عملية الرصد تؤكد أن درويش لم يكن بمفرده، بل كان برفقة مجموعة مسلحة عملت على إطلاق النار في منطقة القموعة، إضافة الى إطلاق قذيفة، وهو ما طرح سلسلة تساؤلات عن الصمت المريب لرفاقه الذين كانوا معه، وفي مقدمتهم عم الضحية، لجهة: لماذا تواروا عن الأنظار؟ لماذا صمتوا حيال فقدان أحمد درويش؟ وبحال أنهم تعرضوا لكمين مسلح لماذا لم يستغيثوا أو يطلبوا النجدة من أبناء عكار العتيقة؟ كل تلك التساؤلات جعلت الشكوك تحوم حول أبناء عكار العتيقة الذين كادوا بصمتهم يشعلون حربا بين بلدتين ويزهقون دماء بريئة.
واللافت هو كم الشائعات الهائل التي جرى بثها، وتسببت بتصوير أهالي فنيدق على أنهم سفاحون جزارون قاموا بقتل الضحية وتعذيبه وضربه بالفأس على رأسه وهو ما دفع والده الى التصريح بأن ما جرى بإبنه لا يفعله حتى اليهود!
كل ذلك، دفع بالمعلومات الى تعقب داتا الاتصالات ورصد حركة السيارات عبر كاميرا مراقبة للجيش في المنطقة والتي رصدت دخول سيارتين من نوع رابيد الى المنطقة، قبل أن تتكشف كامل المعطيات التي أعلنت القوى الأمنية في بيان لها أنها ستعلن عنها بالتفصيل.