بعد حادثة بشرّي.. الأنظار تتجه الى النزاع العقاري في عكار!..

خاص ـ سفير الشمال

 

كل الانظار اتجهت الى عكار بعد حادثة بشري التي شيّعت الشابين “هيثم ومالك طوق”، الاول عثر عليه جثة هامدة في القرنة السوداء والثاني قتل اثناء الاشتباك مع الجيش بحسب ما أفاد بيان مديرية التوجيه.
حادثة بشري أعادت إشعال الحرب الضروس بين أهالي عكار العتيقة وأهالي فنيدق حول الحدود التي تتقاطع بينهما والتي تؤدي في كل فترة الى سقوط قتلى من الطرفين، حيث أن الخلاف العقاري على ملكية المشاع المتداخل وترسيم خراج البلدتَين، يعود الى السبعينيات من القرن الماضي، ولم تنجح الأحكام القضائية، التي لم تنفذ في إنهائه. إذ يتمسك أبناء عكار العتيقة بملكيتهم للأراضي بموجب سندات منذ عام 1911، فيما يؤكد أبناء فنيدق أن “القموعة خط أحمر” وأن الحدود مرسومة طبيعياً. ولم تنجح وساطات الفاعليات السياسية والدينية في الوصول الى نتيجة مقبولة من الجانبين.
تتربع القموعة التي أخذت اسمها من الجبل الهرمي الشكل، المنساب على شكل القمع فوق القرى العكارية. إذ تتدرج في الارتفاع من 1500 مترا حتى 1700 مترا عند السهل الفريد من نوعه في حوض المتوسط لوجوده على ارتفاع عال، وتحوطه مجموعة من التلال والهضاب وتلفّه بشكل شبه دائري. وتتصل بحدودها الشاسعة الممتدة من منطقة أكروم عند الحدود اللبنانية ـ السورية، مروراً بعندقت، القبيّات، عكار العتيقة، فنيدق، وصولاً الى قضاء الضنية، ومع محافظة البقاع لناحية جرود الهرمل. ونظراً لأهمية المنطقة من الناحية الطبيعية والبيئية والحيوانية، ترتفع أصوات البيئيين للمطالبة بإعلانها محميّة طبيعية، والمحافظة عليها من أعمال القطع المستمرة والممنهجة التي تطال أشجارها النادرة، حيث يسجل سنوياً قطع مئات الأشجار من الشوح، والعرعر، والسرو وهو ما دفع باتحاد جرد القيطع وبلدية فنيدق الى تفعيل عمل شرطة البلدية ونواطير الأحراج. واللافت أن المنطقة لم تحظ بأي اهتمام من الجهات المعنية، بالرغم من صدور العديد من القوانين القاضية باعتبارها محمية، إلا أنها بقيت أسيرة الأدراج وسط غياب الوزارات المعنية، واستهتار نواب المنطق بمتابعة شؤونها..
من منطلق خلاف الحدود البيئية ولتخفيف من الشحن الغرائزي على المناطق المتنازع عليها في كامل الأراضي اللبنانيه ناشد عدد كبير من أبناء عكار العتيقة مفتي عكار الشيخ زيد بكار زكريا بالتدخل واطفاء الجبهات التي فتحت عليهم عبر مواقع التواصل من ابناء فنيدق حيث ظهرت مواقع غير معروفه تخطت الخلاف العقاري الى حروب شخصية وتهديد ووعيد وهتك اعراض بحسب ما يفيد ابناء عكار العتيقه.
لم تمر ساعات على المناشدة، حتى اصدر مفتي عكار الشيخ زيد بكار زكريا بيانا موجهاً لاهل الخلاف ولعقلاء عكار أكد فيه أن “الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها، والفتنة أشد من القتل، ولا يجوز أن يفسر كل واحد الفتنة على هواه، بل كل ما يجلب حقدا وعداوة ويفتح جروحا هو فتنة لعن الله موقدها، وإنما يطالب الإنسان بحقه عبر الوسائل المشروعة بالقضاء ورجال الصلح، ولا يلجأ إلى الوسائل المحرمة، وليست مواقع التواصل الاجتماعي أو الاعلام مكانا لعلاج وحل النزاعات”.
وشدد المفتي زكريا على أنه لا يجوز علاج الخطأ بخطأ، وعلى أن التحريض على القتل قتل، والطعن بالناس واحتقارهم جاهلية، وحرمة الدماء والأعراض والأموال عند الله أغلى من الأرض، ولا يجوز أن نفهم الدين خطأ في ترتيب الأولويات، ولا يجوز أن نجعل الأرض أغلى من الدماء والأعراض.
وناشد كل فرد في عكار العتيقة وفي فنيدق أن يفكر كيف يورث أبناءه محبة وطيبة وحسن جوار لا أن نزرع الاحقاد والعصبيات والاصطفافات لأن (المسلم أخ المسلم) وكل كلمة أو منشور يثير فتنة أو تحريضا سيبقى في سجل المتكلم إلى يوم القيامة، ولذلك جاء في الزجر النبوي: “وإن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالا تهوي به في نار جهنم سبعين خريفا”.
وختاما توجه المفتي إلى الأجهزة الأمنية والقضائية بضرورة التسريع في التحقيق في كل حوادث القتل التي جرت في القموعة، كما ناشد الدولة والمسؤولين بالتسريع بحل النزاع القضائي بين البلدتين، وتوجه بالشكر إلى مجلس الوزراء على إصداره قرارا بتشكيل لجنة وزارية لحل هذا النزاع.”


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal