المعارضة تستكمل اتصالاتها.. وباسيل يعلن التقاطع معها على ترشيح أزعور

لا توحي الأجواء السياسية أننا أصبحنا على مقربة من حسم الاستحقاق الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية، فقوى المعارضة لم تُعلن ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور لرئاسة الجمهورية كما كان متوقعاً، حتى ليل أمس، فيما تردّد انها ستستكمل اتصالاتها لإنجاح هذه الخطوة.

وأفادت مصادر المعارضة، أمس، أنّه نتيجة التواصل خلال الساعات الأخيرة بين المعارضة وبعض النواب المستقلين والتغييريين و”التيار الوطني الحر” تم التوافق على تنسيق الخطوات وإعلان موقف في موضوع التقاطع على اسم مرشح لرئاسة الجمهورية.

وستعقد كتل المعارضة وعدد من النواب المستقلين والتغييريين مؤتمراً صحافيّاً اليوم الأحد الساعة السادسة مساء في دارة النائب ميشال معوض، الذي سيعلن سحب ترشيحه لصالح أزعور.

وكتبت” النهار”:

المشهد الرئاسي والسياسي صار بمجمله تحت وطأة مفاعيل هذا الترشيح حتى لو تأخّر لساعات. ولكن أولى طلائع هذا الترشيح جاءت ليلاً على لسان رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل عبر خطاب ألقاه في الاحتفال السنوي لـ”التيار” في جبيل، إذ أعلن أنّه “صار معروفاً أنّنا تقاطعنا مع كتل نيابية أخرى على اسم جهاد أزعور من بين أسماء أخرى مناسبة وغير مستفزّة وهذا التقاطع هو تطوّر مهم وإيجابي كي لا نتهم بتعطيل الانتخاب”.

وأشار إلى أنّنا “أعطينا موافقتنا على عدد من الأسماء وهم اختاروا واحداً منها وبرأينا أنّه يجب التقاطع على اكثر من اسم لمزيد من المرونة لأنّ المطلوب أيضاً هو التوافق مع الفريق الآخر من دون تحديه”.

وأكد أنّنا “مدركون أنّ الظروف الحالية لا تسمح بوصول رئيس للجمهورية من التيار وهمنا وصول رئيس يناسب المرحلة”، واعتبر أنّنا “لسنا ضعفاء لا داخل التيار ولا خارجه وما حدا بيمسكنا بإيدنا يلي بتوجعنا لأنّ هناك عد أصوات في انتخابات الرئاسة وصوت التيار اقوى واعلى من الكل”.

كذلك، اعتبر باسيل أنّ “الفرض من أي جهة يؤدي إلى فشل الرئيس ولو نجح في الانتخاب ونريد رئيساً لا احد يفرضه علينا ولكن نحن أيضا لا نفرضه على احد وهذه هي المعادلة الممكنة اليوم أي تفاهم اللبنانيين وتوافقهم على الرئيس والبرنامج هو الحل”.

وإذا سارت الأمور وفق ما هو مرتقب في مطلع الأسبوع بعد أن يكون ترشيح أزعور اكتمل فصولاً ببيانات لاحقة صادرة عن الأفرقاء الداعمين لترشيحه، فإنّ الأسبوع المقبل سيغدو أسبوعاً استثنائيّاً لجهة رسم التوجهات الجديدة التي أخذها الاستحقاق الرئاسي خصوصا أنّ مسألة دعوة رئيس المجلس نبيه برّي إلى جلسة انتخابية ستغدو مسألة محسومة بصرف النظر عن المجريات والتوقعات الاستباقية لانعقاد الجلسة وما يمكن ان تسفر عنه. كما أنّ الأمر الموازي المهم للدعوة وتحديد موعد للجلسة سيتمثل في تحديد مواقف الافرقاء والنواب والكتل الذين لا يزالون في نقاط وسطية أو محايدة أو محيرة باعتبار أنّ هذه المجموعات هي التي سترجح كفة الأكثرية لأيّ من المرشحين.

وكتبت” نداء الوطن”:

مع تسارع الضّغوط على رئيس مجلس النواب نبيه برّي للدّعوة إلى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية، زاره نائب رئيس المجلس الياس بو صعب بعيداً من الإعلام، بلا تحديد تفاصيل الزيارة، في حين توقّعت المصادر أن تكون الجلسة المفترضة محور الاجتماع سيّما وأنّ رئاسة المجلس ستتعاملُ هذه المرّة مع ترشيح قد يضعها في مواقف محرجة.

وأبلغ النائب السابق وليد جنبلاط، المعارضة، أنّه يسير بأزعور كمرشحٍ للرّئاسة، لكنَّه ينتظرُ تهيئة الأرضيَّة لذلك، موضحاً أنه يتقاطع مع الوطني الحر بهذا الملف لكن لا إتفاق رسمياً وجذرياً بين الرجلين.
وزار رئيس تيار المردة سليمان فرنجية البطريرك مار بشارة بطرس الراعي بعد عودته من فرنسا، وأبلغه الراعي أنّ الأحزاب المسيحيّة الكبرى توافقت على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، وبكركي، التي لا تفضّل مرشحاً على آخر لن تقف في مواجهة الكتل المسيحية.

وقال مصدر نيابي محايد لـ “الديار” إن “ترشيح ازعور سيكون مجرد اسم في ظل قدرة أي طرف من الطرفين على تعطيل النصاب في الدورة الثانية، وهذا سينطبق على فرنجية أيضاً في حال لم تنجح الجهود لزيادة رصيده فوق الـ64 صوتاً، وهو الامر الذي ينطبق اليوم على المرشحين”.

وقال رداً على سؤال انه إذا ما دعا الرئيس بري الى جلسة انتخاب في ظل هذا الواقع، فإن كل طرف يمكن أن يلجأ الى تطيير النصاب، وقد أعلن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل مؤخراً أنهما سيلجأان الى هذا الخيار لقطع الطريق على فرنجية. ولم تستبعد اوساط الثنائي الشيعي اللجوء الى هذا الخيار ايضاً”.

ووفقا للمصدر المحايد، فان فرصة فوز ازعور او وصوله الى الرئاسة تكاد تكون معدومة، كما ان فرصة فرنجية غير مؤمنة حتى الان”.

ونقلت “الديار” عن مصادر في المعارضة ان الاتصالات واللقاءات بقيت مفتوحة خلال الساعات الماضية في اطار الترتيبات المتصلة باعلان ترشيح ازعور، وان الاجتماع الذي استمر حتى ساعة متأخرة من ليل اول من امس للمعارضة وممثل التيار جورج عطالله ومستقلين وبعض التغييريين لم يحسم ما وصفته النائبة في القوات اللبنانية غادة ايوب بعض المسائل اللوجستية لاعلان الترشيح.

وراجت تكهنات، نهار أمس، عن أن سبب تأخر الاعلان مرده الى أن باسيل لا يرغب بالذهاب الى التحدي القاطع لاسباب منها ما يتعلق بمصير علاقته مع حزب الله ومنها ما يتصل بالوضع الداخلي لتكتل لبنان القوي.
وقال مصدر في الثنائي الشيعي إن “كل ذلك يدفع الى الاعتقاد بان ترشيح ازعور مناورة غير مكتوب لها النجاح”.

وفي حال عدم توافر فرصة ازعور وفرنجية، قال المصدر: “حتى الان من الصعب التكهن في مسار الامور، فاستمرار الفراغ قد يتمدد، وليس هناك علامات ظاهرة للذهاب الى خيار ثالث”.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal