يغرق رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في تناقض يعكس مدى التخبط السياسي الذي يعيشه بفعل الأزمة النفسية التي باتت تتحكم بسلوكه، وتجعله في حالة “هستيريا” دائمة تترجم بالهجوم اليومي على حكومة تصريف الأعمال ورئيسها نجيب ميقاتي الذي يلتزم بمقتضيات الدستور اللبناني ويحاول ضمن الامكانات المتاحة معالجة شؤون اللبنانيين من خلال عقد جلسات لمجلس الوزراء تُجمع أكثرية الأطراف على أهميتها في ظل هذه الظروف الصعبة، وتعذر إنتخاب رئيس للجمهورية.
لم يكتف باسيل أول من أمس بـ”سقطة” الهجوم على الحكومة على خلفية ملف النازحين، الذي أصاب وزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار ووزير المهجرين عصام شرف الدين بنيران صديقة كونهما المسؤولان عن هذا الملف، ويحضران الاجتماعات الخاصة به والتي يدعو إليها رئيس الحكومة، علما أن ما تناوله باسيل حول “الدولرة” يعتبر أمرا حصريا بمفوضية اللاجئين وبالجهات المانحة التي يحق لها أن تقدم مساعداتها المالية النقدية بالعملة التي تريد، ولا دخل للحكومة اللبنانية فيها، إلا أن الحقد الذي يتملك باسيل يُدخله في متاهات باتت موضع تندّر حتى من أقرب المقربين منه.
أما يوم أمس، فكان هناك سقطات لباسيل في تغريدة عبر حسابه على تويتر كرست التناقض الذي يتخبط به.
وصف باسيل الحكومة بأنها “منقوصة الشرعية والدستورية والميثاقية”، في حين انه قبل أسابيع قليلة ناقشها في مجلس النواب في جلسة تشريعية سبق وأعلن رفضه حضورها في ظل غياب رئيس للجمهورية لكن خوفه من الانتخابات البلدية والاختيارية ومصلحته في تأجيلها دفعاه الى حضورها والاعتراف بالحكومة التي سبق واثنى عليها عندما تراجعت عن تمديد التوقيت الشتوي وسبق ايضا ان طلب من رئيسها توقيع مرسوم التجنيس، ما يشير الى ان باسيل يتعاطى في كل الشؤون السياسية انطلاقا من مصلحته السياسية ومكاسبه الشخصية وعندما تتعطل يرفع الشعارات التي لم تعد تنطلي على أحد ولا تسمن او تغني من جوع.
أما الميثاقية التي يتهم باسيل الحكومة بفقدانها فتتضمن عنصرية مقيتة خصوصا ان سبعة وزراء مسيحيين يشاركون في الجلسة وينتمون الى كل المذاهب المسيحية الممثلة بالحكومة.
إعتبر باسيل في تغريدته ان “الجلسة الحكومية تشكل استفزازا ما بعده استفزاز وضربا للميثاقية والشراكة والدستور”، في حين أن تلبية مصالح ومطالب اللبنانيين هي من صلب الدستور حيث لا يمكن استمرار الشغور لسبعة شهور والحبل على الجرار من دون تعايش معه وقيام الحكومة بواجباتها حيال الامور الملحة.
حمّل باسيل المسؤولية لمرجعيات روحية وسياسية “تدعي الحرص على موقع الرئاسة وتدعو لانتخاب الرئيس”، في حين انه أحد ابرز المعطلين للاستحقاق الرئاسي من خلال مناوراته وابتزازه وحرق الاسماء ورفض التوافق والحوار.
لا شك في أن باسيل بدأ يخرج عن طوره، ما يجعله يراكم الاخطاء بحق حزب الله الذي يصرّ في كل موقف على الغمز من قناته او استهدافه بشكل مباشر، فضلا عن الاساءة الى كل المكونات اللبنانية واتهامها بإغراق البلد في الازمات وصولا الى الانهيار الذي يحمل سمة العهد العوني الذي تسبب به وصولا الى جهنم وكان عرابه ومهندسه ورئيسه الفعلي جبران باسيل، ما جعل الرئيس ميشال عون ضحية لصهره.
Related Posts