تخبط مسيحي وإنعدام ثقة.. لهذه الأسباب تراجع أزعور!… غسان ريفي

يُظهر الوزير السابق جهاد أزعور عدم حماسة أو رغبة في خوض إنتخابات رئاسة الجمهورية في وجه أي مرشح آخر، كونه لا يريد وهو الذي يعتبر نفسه على مسافة واحدة من الجميع أن يكون صداميا.

توجه أزعور لم يأت من فراغ، بل من قناعة باتت راسخة لديه أن الفريق الداعم لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية ثابت على موقفه وليس لديه خطة باء في الاستحقاق الرئاسي وذلك على عكس ما يروّج الخصوم، وأن طرحه من قبل الثنائي المسيحي التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية هو غير جدي، ويدخل في إطار الصراع الدائر بينهما وسعي كل طرف الى إستخدام إسم جهاد أزعور لإحراج الآخر وتسجيل النقاط عليه..

بات واضحا أن طرح النائب جبران باسيل لأزعور كان بمثابة ذر للرماد في العيون، علما أن الجميع بات على يقين وفي مقدمتهم أزعور أن رئيس التيار لا يستطيع السير به لأسباب ثلاث هي:

أولا: إن مرشح جبران باسيل لرئاسة الجمهورية هو جبران باسيل، وأن كل ما يقوم به اليوم هو مجرد حرق لبعض الأسماء للتفتيش عن فرصة رئاسية جديدة يستطيع من خلالها أن ينفذ الى حلبة المنافسة.

ثانيا: يُدرك باسيل أن حزب الله يرفض ترشيح أزعور، وبالتالي فإنه لا يمكن أن يسير به حتى النهاية كونه ما يزال يخشى من تداعيات فك التحالف مع حزب الله وما يمكن أن تنتجه من عزلة سياسية كاملة قد تفرض عليه.

ثالثا: الأزمة الداخلية التي يواجهها باسيل ضمن تكتل لبنان القوي الذي يعتبر عدد من نوابه أن أحد أركان التكتل هو أجدر بالترشيح من أزعور الذي لا يمت الى التيار الوطني الحر بصلة، وقد بدأ باسيل يستشعر خطر الانقلاب على خياراته ضمن التكتل.

لذلك، فإن باسيل قد طرح أزعور بهدف ملء الفراغ وإحراج رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع الذي ردّ الصاع صاعين لباسيل مع عدد من النواب المستقلين بعدما أوحوا بأن لا مانع لديهم من التوافق على أزعور، ما أحرج باسيل الذي تراجع خطوات الى الوراء وغادر الى فرنسا للاحتفال مع أنصاره بمذكرة التوقيف الصادرة بحق حاكم مصرف لبنان، ومحاولة اللقاء بالمستشار باتريك دوريل للايحاء بأنه يلعب دورا ما مع الفرنسيين في الملف الرئاسي.

في الوقت الذي تحاول فيه القوى المسيحية وإعلامها تعقيد المشهد الرئاسي وإثارة الغبار حوله للايحاء بأن الملف عاد الى نقطة الصفر، تبدو القوى الداعمة لسليمان فرنجية ثابتة على موقفها وهي ما تزال تنتظر من الفريق الآخر إما مرشحا للمواجهة في مجلس النواب أو تسوية مع فرنجية.

يمكن القول إن القوى المسيحية وبعد توجه أزعور الى عدم الترشح، باتت في موقف لا تحسد عليه، وذلك بفعل التخبط الذي يخيم عليها وعدم قدرتها على التوافق أو حتى الوصول الى قواسم مشتركة حول أي مرشح، نتيجة إنعدام الثقة فيما بينها وتوجه كل منها نحو تنفيذ أجندة خاصة به، ما يجعلها بعيدة عن سياق الأحداث في الاقليم وعن مقررات القمة العربية في جدة، وعن التفاهمات التي تفرض تصفير المشاكل في المنطقة.

لذلك، فإن جعجع وباسيل يحاولان إشغال نفسيهما بأمور جانبية ليس لها أية تأثيرات على الواقع الرئاسي، حيث يُشغل الأول نفسه بجولة الوفد القطري واللعب على تناقضات تكتل لبنان القوي، فيما الثاني يطلق الاتهامات من فرنسا في كل إتجاه على قاعدة أفلام الكاراتيه القديمة التي فيها بطل واحد وخائنون كثر!..


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal