مناورة المفاجآت تهز كيان العدو!… غسان ريفي

شكلت المناورة العسكرية التي نظمتها المقاومة الاسلامية في لبنان في معسكر “عرمتى” الجهادي لمناسبة عيد المقاومة والتحرير بدعوة من الوحدة الاعلامية في حزب الله واللقاء الاعلامي الوطني، مفاجأة من العيار الثقيل سيكون لها تأثيرا مباشرا على الداخل والخارج وعلى العدو الاسرائيلي الذي إهتز كيانه بفعل السلاح الحي الذي وصلت اصداءه الى الاراضي المحتلة.
هي المرة الاولى التي تكشف فيها المقاومة عن بعض قدراتها العسكرية أمام حشد غير مسبوق من وسائل الإعلام التي نقلت تفاصيل المناورة الى أرجاء العالم الذي تابع باهتمام بالغ ما تمتلكه المقاومة من بأس شديد يترجم بقوة وكفاءة وجهوزية وتجهيزات وتنظيم وتقنيات عالية ودقة في إصابة الاهداف، وسرعة في تنفيذ عمليات الاقتحام واسر الجنود الصهاينة وضرب مواقع العدو.
إعتادت المقاومة على المفاجآت من التحرير في العام 2000 الى ساعر التي أغرقها المقاومون في عرض البحر ومجزرة الميركافا والانتصار في عدوان تموز، الى مناورة 2023 التي جاءت في ظل المساعي الجارية لتبريد الارضية الاقليمية من خلال التوافقات السعودية – الايرانية والعربية – العربية، لتؤكد أن الصراع مع العدو الاسرائيلي ليس جزءا من عملية التبريد، وان خيار المقاومة يبقى الاساس لأي تفاهم او تقارب من أي جهة أتى.
كما أظهرت مناورة المقاومة ان سلاحها هو في رأس سلم اولوياتها انطلاقا من كونه يشكل قوة الردع الحقيقية لأي عدوان وانه لا توجد قضية في البلد تستأهل أن يوضع هذا السلاح في دائرة المساومة أو التسويات طالما أن الارض ما تزال محتلة والعدو يواصل إعتداءاته وخروقاته، وهي في الوقت نفسه لفتت الانتباه الى أن حزب الله تجاوز زواريب السياسة اللبنانية بأشواط وان دوره يتجاوز الحدود، ما يجعل الخصوم وما يطلقونه يوميا من اتهامات ومواقف تستهدف المقاومة والتي من المنتظر أن تتنامى بعد المناورة، هي كلها دون مستوى التضحيات التي لمستها وسائل الاعلام بمجرد دخولها الى معسكر عرمتى الجهادي الذي حررته دماء الشهداء التي روت ارضه وترابه كما سائر الارض التي دحر المجاهدون العدو عنها في 25 أيار من العام 2000.
كذلك، فقد جاءت مناورة المقاومة لتذكر العدو الاسرائيلي بأن توازن الرعب ما زال قائما وهو في تطور مستمر لمصلحتها، ولتحذره من أن يقدم على خرق قواعد اللعبة او القيام بحماقة ما على صعيد العدوان او الاغتيالات أو التمادي في الخروق اليومية، فضلا عن رسالة واضحة جاءت في العرض الاخير من المناورة والذي حاكى تفجير جدار العار ودخول المجاهدين منه الى الاراضي المحتلة، لتؤكد ان هدف المقاومة لم يعد يقتصر على الصمود والردع بل إن قوتها وجهوزيتها تخولانها الهجوم وإقتحام المستعمرات والدخول الى الجليل وعبره الى تحرير فلسطين.
قدمت المقاومة في مناورتها نموذجا بسيطا مما تمتلك، وأخفت الكثير لا سيما الصواريخ الدقيقة التي تسمر قادة العدو أمام شاشات التلفزة لمشاهدتها، لكن الرد جاء من راعي المناورة رئيس المجلس السياسي لحزب الله السيد هاشم صفي الدين الذي حذر رئيس حكومة نتنياهو قائلا: “اذا ارتكب العدو حماقة وتجاوز قواعد اللعبة سوف نمطر هذا الكيان بصواريخنا الدقيقة وبكافة أسلحتنا التي نملكها، والعدو سيرى فعل الصواريخ الدقيقة في قلب كيانه”..


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal