عند كل إستحقاق عربي أو دولي، وقبل مغادرة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي للمشاركة فيه ممثلا الجمهورية اللبنانية في ظل الشغور الحاصل في الرئاسة الأولى، تتحرك بعض الغرف المتعددة الألوان لبث الشائعات حوله وإطلاق الافتراءات التي تستهدف بالدرجة الأولى موقع رئاسة الحكومة وحضوره وهيبته كونه يقوم مقام رئيس الجمهورية، وتطال بالدرجة الثانية شخص الرئيس ميقاتي الذي يواجه حربا شعواء منذ أن قرر التصدي بحكومته للأزمات وتلبية مطالب اللبنانيين وحلّ ما أمكن من المشاكل العالقة.
تشير المعلومات الى أن بعض التيارات السياسية المتضررة من حركة وحضور الرئيس ميقاتي قد أعطت تعليمات لمتخصصين لديها بفبركة الأخبار بإطلاق الشائعة تلو الأخرى بحق الرئيس ميقاتي بما يُضعف الموقع السني الأول ويصيب رئيس الحكومة بالقرف واليأس.
من هنا كانت الشائعات حول الاعتكاف، وترك لبنان وتصفية الأعمال والتقاعد السياسي والدعاوى القضائية في أوروبا والمنع من زيارة سوريا (غير المطروحة في الوقت الراهن في ظل وجود لجنة وزارية متخصصة بملف النازحين)، والتخلي عن رئاسة الحكومة بمجرد إنتخاب رئيس جديد ومغادرة البلاد بشكل نهائي، علّ ذلك يحقق هدف المتضررين الذين لم يعودوا قادرين على تحمل حيوية ميقاتي التي جعلته شخصية محورية تقود البلاد في أصعب مراحل التاريخ اللبناني على الاطلاق.
من يعرف نجيب ميقاتي يُدرك أن كل هذه الشائعات والافتراءات لن تبدل من عزيمته وإصراره على ممارسة مهامه وصلاحياته وفقا لمقتضيات الدستور اللبناني، كما لن تبدل من قناعاته القائمة على عدم التقاعس أو التخلي عن القيام بواجبه الوطني عندما تدعو الحاجة لذلك وفي أي وقت كان، ما يقطع الطريق على بعض أصحاب الرؤوس الحامية وأولئك المصطادين بالماء العكر الذين يغرقون في توقعاتهم وأوهامهم ويتحدثون عن إنكفاء هنا أو إستقالة هناك أو هجرة هنالك، متناسين أن ميقاتي يبقى أحد أبرز الأسماء المطروحة لأي إستحقاق وطني جديد نظرا لما يمثله من حضور وسياسي وعلاقات عربية ودولية، وأنه سبق وخاض قبل ذلك تجربتين حكوميتين في ظروف بالغة الصعوبة ونجح في إنقاذ لبنان وتجنيبه الفوضى، سواء بنقل البلاد من ضفة الى أخرى بعد زلزال إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، أو في إبتكاره شعار “النأي بالنفس” الذي أبعد لبنان عن بركان المنطقة وأنهار الدماء التي سالت فيها، وهو اليوم يخوض وبشراسة معركة الحفاظ على بقاء لبنان الى حين إتمام الاستحقاق الرئاسي، وهو سواء كان داخل السلطة أو خارجها، فإنه باق الى جانب أهله وناسه ولن يترك مدينته ولن يتخلى عن واجباته تجاهها.
منذ أن جاء الرئيس ميقاتي الى الحكم، وهو يحرص على الاستفادة من أي لقاء عربي أو دولي لطرح القضية اللبنانية على طاولة صناع القرار، وهو منذ تسلمه الرئاسة الثالثة نجح في فك العزلة التي كانت مفروضة على لبنان من خلال سلسلة لقاءات مع قادة العالم سواء في مؤتمرات غلاسكو أو ميونخ أو الجمعية العامة للأمم المتحدة أو القمة العربية الصينية في السعودية، أو في الفاتيكان وفرنسا ومصر والأردن وغيرها، وهو ينطلق اليوم الى المملكة العربية السعودية للمشاركة في القمة العربية ممثلا للجمهورية اللبنانية، حاملا معه هموم لبنان الى الأشقاء العرب، وساعيا من خلال شخصيته وعلاقاته واللقاءات التي سيعقدها على هامش القمة الى ترك بصمة لبنانية تعيد مدّ الجسور بين وطن الأرز والدول العربية التي يقتنع نجيب ميقاتي بأنها لا يمكن أن تتخلى عن لبنان وأنه لا يمكن للشقيق الأصغر أن يكون بعيدا عن حضن سائر أشقائه..
الحق يقال: نجيب ميقاتي رجل دولة بإمتياز في زمن سياسة قطاع الطرق!..
Related Posts