لبنان يقف متفرّجاً على تحوّلات المنطقة ولا يُبادر… عبدالكافي الصمد

منذ نحو شهر، وتحديداً في 10 آذار الماضي، تشهد المنطقة تحوّلات سياسية بالغة الأهمية، عندما أعلنت السّعودية وإيران يومها، ومن العاصمة الصينية بكين، إتفاقهما على إعادة العلاقات الديبلوماسية بينهما بعد قطيعة طويلة إمتدت سنوات، ليطويا بهذا التطوّر الإستراتيجي صفحات طويلة من العداء بين البلدين، وهو عداء ترك بصماته السلبية في أنحاء المنطقة كلّها.
هذا التحوّل الهائل في المنطقة تبعه تحولات أخرى تتابعت بعده على نحو متسارع ولافت، بدأ من تسريبات عن أنّ السعودية في صدّد إنهاء قطيعتها مع سوريا ودعوة الرئيس السّوري بشّار الأسد لحضور القمة العربية التي ستعقد في العاصمة السعودية الرياض في 19 أيّار المقبل، لتنهي بذلك غياب سوريا عن القمّة العربية منذ نحو 12 عاماً، قبل أن تسجل السّاعات الأخيرة تحوّلاً آخر بالغ الأهمية يتعلق بطيّ صفحة الحرب في اليمن، بعد وصول وفد سعودي، وقبله وفد عماني، إلى العاصمة اليمنية صنعاء، من أجل بحث السبل الآيلة لإنهاء الصراع الدامي في اليمن.
كلّ ذلك يحصل ولبنان يعيش في غيبوبة تامّة، مع أنّه يفترض أن يكون في مقدمة البلدان في المنطقة التي يفترض بها إستغلال فترة التقارب والتفاهم والإنفتاح بين دول المنطقة والإستفادة منها بما ينعكس إيجاباً على وضعه الداخلي، وتبريد الصّراعات الداخلية، واغتنام الفرصة لإيقاف الإنهيار الإقتصادي والمالي وتدهور سعر صرف الليرة اللبنانية، للخروج من الأزمة غير المسبوقة والخانقة التي يغرق بها البلد منذ سنوات، بشكل جعل إنقاذ البلد يحتاج إلى معجزة.
لكنّ هذا الإنقاذ يحتاج إلى خطوات عملية يبدو الفرقاء في لبنان وكأنّهم ينفضون أيديهم منها، لعل أبرزها إنتخاب رئيس جديد للجمهورية وإنهاء الفراغ الرئاسي المستمر منذ أكثر من 5 أشهر ونيّف، وتشكيل حكومة جديدة تحظى بثقة داخلية وخارجية، والإنفتاح بالدرجة الأولى على سوريا، الجار الأقرب الى لبنان والأكثر إلتصاقاً به، إستناداً إلى روابط التاريخ والجغرافيا التي تجمع بين البلدين، لمناقشة قضايا هامة وذات مصلحة مشتركة، بعدما قام لبنان الرسمي، منذ بدء الحرب في سوريا قبل نحو 12 سنة، بخطوة خاطئة تمثلت في “إدارة الظهر” الى سوريا، وعدم التواصل مع الحكومة السورية، لبحث ملفات شائكة تراكمت طيلة السنوات السابقة، يأتي على رأسها ملفات النّازحين والحدود والتهريب، إضافة إلى العلاقات الإقتصادية في مختلف المجالات التي من شأنها أن تُسهم في تخفيف تداعيات الأزمة في لبنان.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal