تصدّع في تكتل “لبنان القوي”.. أربعة فرق تتمايز في مواقفها!… غسان ريفي

تكاد مسألة ترشيح النائب جبران باسيل الى رئاسة الجمهورية، تشبه قصة راعي الغنم والأهالي الذين هبوا لنجدته بعد إستغاثته من الذئب الذي هاجم قطيعة مرات عدة، لكنهم إكتشفوا في كل مرة بأنه يكذب عليهم، وعندما إفترس الذئب القطيع فعلا لم يصدقه أحد من الأهالي ولم يتحركوا تجاهه، فخسر كل ما لديه من أغنام.

يجاهر باسيل بعدم الترشح لرئاسة الجمهورية وهو سبق وأبلغ حزب الله بذلك قبل أن يحسم أمره بدعم ترشيح سليمان فرنجية، لكن في الوقت نفسه يحاول قطع الطريق على كل المرشحين من طبيعيين وجديين، وحتى الآن وبالرغم من مرور خمسة أشهر على الشغور الرئاسي لم يطرح إسما واحدا على تكتله النيابي، ويرفض طرح أي إسم من داخل التكتل أو التيار الوطني الحر، ثم يستدرك ويعلن أنه مرشح طبيعي وجدي كونه رئيس أكبر كتلة نيابية مسيحية، ويعطي إشارة لما تبقى له من نواب داخل التكتل ولقيادات التيار البرتقالي للترويج لهذا الترشيح.

هذا التخبط جعل باسيل في موقف لا يُحسد عليه، لكن ذلك لا يمنع أن هناك حقيقة ثابتة هي أن مرشح جبران هو جبران نفسه، وأن كل ما يقوم به من تحريض سياسي وشحن طائفي وإرباك ضمن تياره وإستهداف بعض معارضيه داخله، يؤكد أنه ينتظر تبدلا في الظروف تنعش فرصته الرئاسية التي لا تزال معدومة حتى الآن.

هذا الواقع أدى الى إنقسام داخل تكتل لبنان القوي وهو قد يتطور الى تفكك بفعل السلوك الذي يعتمده باسيل مع النواب والقيادات، خصوصا بعد إجتماع الهيئة السياسية للتيار في البياضة والضغط الذي مورس على باسيل للقبول بترشيح من لديه فرصة للوصول الى رئاسة الجمهورية، وخصوصا إبراهيم كنعان وآلان عون، ودفع ذلك باسيل الى مسايرة الجو والطلب ممن يجد لديه هذه الفرصة أن يبلغه ويتحاور معه، قبل أن يمحو الليل كلام النهار، ويبدأ باسيل بتنفيذ خطة قطع طريق قصر بعبدا من داخل تياره الى خارجه.

تتجاذب تكتل لبنان القوي اليوم أربعة فرق، فريق جبران باسيل الذي لا يرى سواه رئيسا للجمهورية وقد عبّر عنه النائب غسان عطالله لبرنامج “هنا بيروت” على قناة الجديد، وفريق مؤلف من خمسة نواب يدعمون وصول من يمتلك الفرصة لا سيما إبراهيم كنعان وعبّر عنه النائب سيمون أبي رميا للبرنامج نفسه، وفريق ثالث على تواصل مع الرئيس نبيه بري ووليد جنبلاط بشكل مباشر، وفريق الطاشناق الذي يصر في كل إستحقاق على التمايز في موقفه، خصوصا بعد خروج النائب جورج بوشيكيان من التكتل، فضلا عن نفوذ حزب الله ضمن التكتل الذي قد يقود في حال أراد الى تشكيل فريق خامس.

كما لم يُخفِ النائب آلان عون لبرنامج بدبلوماسية على قناة “أو تي في”، بأنه إذا طرح باسيل إسم مرشح لا نوافق عليه، فإننا لن نصوت له، وربما يكون لدينا خيارات أخرى.

كل ذلك، يؤكد أن نفوذ باسيل داخل تكتل لبنان القوي بدأ يتقلص ويضعف، حيث تشير المعلومات الى أن الفريق النيابي الذي ما يزال يستطيع التحكم به ضمن التكتل لا يتجاوز العشرة نواب، وهو أي باسيل بات على قناعة بذلك، وهذا ما دفعه في إحدى الاجتماعات الأخيرة الى طرح سؤال على نواب التكتل “من منكم يريد إنتخاب سليمان فرنجية؟”.

تشير مصادر مطلعة على أجواء التيار الى أن عددا لا يستهان به من نواب التكتل ضاقوا ذرعا بسلوك باسيل الذي لم يترك له حليفا من التيارات والأحزاب السياسية، وبدأ يصدّع تكتل لبنان القوي من الداخل، ويدفع نوابا الى الخروج عن صمتهم وخصوصا النائب إلياس بو صعب الذي رفض الكلام الذي قاله باسيل بحق المسلمين على خلفية تأجيل التوقيت الصيفي، معتبرا أنه كلام إستفزازي.


Related Posts


 

Post Author: SafirAlChamal