خاص ـ سفير الشمال
منذ إنتهاء الانتخابات النيابية، والنواب التغييريون يرفضون التعاطي مع القوات اللبنانية أو التعاون معها سياسيا أو إنتخابيا في الملف الرئاسي، إنطلاقا من قناعتهم بأن القوات تشكل جزءا من المنظومة السياسية التي ثار اللبنانيون عليها في 17 تشرين أول عام 2019.
يرى النواب التغييريون أن القوات سارعت الى الانقلاب على المنظومة بالانسحاب منها وعلى الرئيس سعد الحريري بالاستقالة من حكومته وركوب موجة الثورة والمناداة بالمحاسبة ومحاربة الفساد، متناسية أنها كانت منذ العام 2005 شريكة أساسية في الحكم وفي كل الحكومات، وأنها كانت السبب الرئيس في وصول العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية بناء على إتفاق معراب الذي عقد على المحاصصة وتقاسم المغانم وإختصار المسيحيين.
ولم تتوان القوات سواء عبر رئيسها سمير جعجع أو عبر نوابها في الغمز واللمز من قناة النواب التغييريين تارة باتهامهم بإنعدام الخبرة وتارة أخرى بأنهم يعيشون خارج الزمن، خصوصا أن إبتعاد التغييريين عن القوات يضرب مشروعها الذي يهدف الى تزعم حالة المعارضة النيابية التي يقف عدد من هؤلاء النواب عائقا أمامه.
بالأمس وفي مقابلة على إحدى المنصات شن سمير جعجع هجوما على النواب التغييريين واصفا إبراهيم منيمنة وحليمة قعقور وغيرهم بأنهم يريدون إلغاء الطائفية السياسية والوحدة العربية وتحرير فلسطين في الوقت نفسه، وأن لديهم حساسية مفرطة تجاه القوات اللبنانية بإعتبار أنها كانت من المنظومة، متسائلا: كيف يمكن أن يعمل هؤلاء النواب على تحقيق شعاراتهم من دون التعاون مع أحد، لافتا الى أن أفكار منيمنة وقعقور بعيدة كثيرا عما نعيشه في الوقت الحاضر، وكأنهما يعيشان في زمن الستينيات أيام الشيوعية والناصرية.
وقد رد النائب منيمنة على جعجع عبر تويتر بالقول: منذ انتهاء الانتخابات، نتعرض لحملة ممنهجة سياسيا وإعلاميا، استخدمت خلالها الأساليب الرخيصة التي تتقنها القوات اللبنانية تحت شعار التوحد تحت مظلة وعباءة سمير جعجع بشعار شعبوي فضفاض: “توحيد المعارضة”، لبيعنا لاحقا على بازارات السياسية الإقليمية والدولية كما عهدهم وتجاربهم وتاريخهم.
Related Posts