لات ساعة مندم” قد يكون قالها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بعدما عاين ما فعله عدم تعديل التوقيت وتأجيل العمل به من انشطار بين اللبنانيين واعتماد السجال الطائفي ولغة التخوين، ولكنه من المؤكد سواء كان صائباً بخطوته في نظر البعض ام مخطئا في عين البعض الاخر، فقد لعن الساعة التي اعتبر فيها ان ساعة من الزمن لن تقدم او تؤخر في بلد ساعات ناسه مهدورة في التفتيش عن لقمة عيش باتت صعبة او دواء مفقود او في انتظار ساعة كهرباء في اليوم او البحث عن سبل استعادة ودائعه في المصارف.
ساعة تخلي كشفت عورات الوطن على حقيقتها وتبين معها اننا شعب طائفي بامتياز وان القيمين على امورنا يستغلون ذلك ابشع استغلال، فيلعبون على غرائزنا ويقامرون بعيشنا المشترك وبأمننا بعدما قامروا بأسس عيشنا واوصلونا الى حضيض الحضيض.
ليست المشكلة في تقديم الساعة او في تأخيرها، علماً انها ليست السابقة الاولى اذ بحسب صحيفة النهار فان الرئيس ميشال عون عمد في رمضان من عام 1989، حين كان رئيساً للحكومة، إلى إرجاء العمل بالتوقيت الصيفي من 1 إلى 10 أيار… ” ولم تقم القيامة حينها ولم نشهد حرباً شعواء على شاشات التلفزة او اصطفافات طائفية، بل المشكلة ان الجميع اليوم تناسوا ما نمر به من ازمات وباتت الساعة شغلهم الشاغل بغض النظر عن صوابية القرار من عدمها.
ان البقاء على التوقيت الشتوي او اعتماد التوقيت الصيفي هل سيحل ازماتنا المتتالية فمثلاً هل سيستقر سعر صرف الدولار ام اننا سنستعيد ودائعنا وينخفض سعر البنزين والدواء وحليب الاطفال؟.
هل الالتزام بالتوقيت العالمي او عدمه سينهي الشغور الرئاسي بحيث يتوجه النواب لانتخاب رئيس للجمهورية بعد تضييع ليس فقط ساعة بل ايام واسابيع واشهر على مدى 11 جلسة من دون التوافق على من بإمكانه انتشال البلد من قعر جهنم؟.
هل تقديم الساعة او تأخيرها سيوقف جشع التجار والغلاء وسيعيد الكهرباء ويحل مشكلة الرواتب وانقطاع الانترنت والبطالة والهجرة؟
هنيئا لنا اصبح لنا توقيتان وتحركت مشاعر رجال الدين من مسلمين ومسيحيين دفاعاً عن التوقيت الذي ارتضته كل فئة منهم بعد ان كانوا في سبات كامل وصمت تام حيال قهر وفقر وعوز ابناء ملتهم ولم يحركوا ساكناً امام الانهيار الاقتصادي والاجتماعي والمالي.
هنيئاً لنا تعدد اسعار الصرف وفواتير الكهرباء والماء الانترنت ومعها تعدد الانتماءات للطائفة والحزب والتيار بدل الانتماء للوطن.
ماذا سيؤخر او يقدم التوقيت لدى شعب تحيي فيه الطوائف المسيحية ذكرى صلب وقيامة السيد المسيح مرتين بتوقيتين مغايرين وتحتفل به الطوائف الاسلامية بعيد الفطر بتوقيتين مختلفين فهل ساعة بالناقص او بالزائد ستحدث فرقاً؟…بالتأكيد كلا لان الناس على دين ملوكها وكم من الملوك لا دين او ضمير لديهم!.
Related Posts