لا ضرورة لان تقوم بجولة في الاحياء الشعبية لتلمس مدى فقر وعوز قاطنيها، ولا داع لان تدخل بيت كل عائلة متوسطة الحال لتكتشف ان وضعها بات يتجه نحو القلة والتقشف ويلامس احياناً الجوع.
كما لا داع لان تكون لديك معاملة رسمية في دائرة حكومية لترى بأم العين الاهتراء ويأس العاملين فيها وغياب القرطاسية ومستلزمات العمل.
وكذلك هذا الوضع ينسحب على المدارس والمستشفيات وعلى الكهرباء والمياه، كما لا لزوم لان ترى وهج النار لتعلم انك في جهنم فالاسعار الكاوية وكل ما يدور حولك يبشر انك تعيش في قاعها وان لا سبيل للخروج الا بتوبة يمارسها كل من شارك في الحكم والحكومة وادارة الدولة لفترة قصيرة او طويلة على مدى السنين العشرين السابقة وان يتلو الجميع، وليس فقط النواب المسيحيين الذين سيجتمعون للصلاة في حريصا في الخامس من نيسان المقبل، فعل الندامة على ما اقترفت اياديهم بحق الوطن والشعب.
خلوة حريصا للصلاة مهما اُحرق من بخور خلالها في سبيل تنوير عقول النواب المسيحيين لن يغير ذلك من تشبثهم بمواقفهم وحقدهم على بعضهم البعض الناتج عن اكثر من سبب، انما السبب الاساسي هو ان كل واحد منهم يرى في نفسه مشروع رئيس جمهورية مقبل وينتظر من رأس الكنيسة المارونية ان يناصره ضد اخيه للوصول الى قصر بعبدا بدل ان يراجع ضميره ويتخذ القرار الصائب الذي يؤدي لوصول رئيس بإمكانه ان يقود سفينة الوطن الى بر الامان وسط اضرابات وانهيارات مالية وارتفاع جنوني لاسعار المحروقات والسلع الغذائية والمواد الاساسية.
٦٤ نائباً مسيحياً، اذا لم يعتذر احد منهم، سيرفعون الصلاة في حريصا في يوم اربعاء ايوب فهل سنشهد يوم الخميس اثر الخلوة غسل قلوب اسوة بغسل السيد المسيح ارجل تلاميذه قبل يوم من موته على الصليب وهل سيتمكن البطريرك الراعي من خلال الخلوة من تسهيل قيامة لبنان المسمر حتى الساعة على خشبة الازمات؟.
الخامس من نيسان لناظره قريب ونتائج خلوة حريصا ستتظهر سواء كانت ايجابية ام سلبية ولكن السؤال الابرز الذي يطرح اليوم هو هل يتقن الحاضرون تلاوة فعل الندامة وهل يحفظون عن ظهر قلب عمق التعاليم المسيحية التي تدعو الى المسامحة والمصالحة والغفران؟…
قال السيد المسيح يوماً: “اغفر لهم يا ابتاه لانهم لا يدرون ماذا يفعلون”، ولكن هل بالفعل اليوم لا يدرون ماذا يفعلون او الى اين اوصلوا الوطن؟ اشك بذلك ولا اتحدث هنا عن النواب المسيحيين فقط بل عن كل السياسيين الذين لم يحركوا ساكناً وهم يرون لبنان ينحدر صوب جهنم.
Related Posts