زيارات المفتين الى السراي.. توازن لتغليب المنطق الوطني!..

كتب المحرر السياسي

إستكملت زيارات مفتييّ طرابلس وعكار والبقاع الشيخ محمد إمام والشيخ زيد بكار زكريا والشيخ الدكتور علي الغزاوي مع وفود من المشايخ وأعضاء المجلسين الشرعي والاداري من تلك المناطق الى السراي الحكومي ولقائهم الرئيس نجيب ميقاتي دائرة الدعم الوطني للخطوات التي يتخذها في سبيل تأمين مصالح اللبنانيين وتلبية إحتياجاتهم الملحة.

في ظل تنامي الخطاب الطائفي، والاصطفافات الدينية التي تتبنى وجهات نظر سياسية وتساهم في رفع وتيرة الشحن والتحريض، وبالتوازي مع الهجمة الممنهجة التي يتعرض لها الرئيس ميقاتي، شكلت زيارة المفتين الذين جاؤوا من المناطق ذات الثقل السني الى السراي توازنا عفويا كان ضروريا لوضع الأمور في نصابها.

قد تتخذ الزيارات في الشكل طابعا طائفيا، لكن في المضمون فإن ما نتج عن الزيارات الثلاث من شأنه أن يرسم خارطة طريق وطنية، في ظل تأكيد المفتين على أن المؤسسة الوطنية المتمثلة برئاسة الحكومة تعمل من أجل مصالح كل اللبنانيين، وبالتالي فإن الدساتير والقوانين وكذلك الشرائع وضعت كلها من أجل خدمة الناس الذين من المفترض أن تجتمع الارادات وتشكل الاصطفافات من أجل تأمين مصالحهم في ظل هذه الظروف العصيبة.

لم يأت الدعم المطلق الذي تلقاه الرئيس ميقاتي من مفتيي طرابلس وعكار والبقاع من خلفية طائفية، بل هم أثنوا على مواقفه وأكدوا وقوفهم الى جانبه كونه يعمل من أجل المصلحة الوطنية العليا سواء بالدعوة الى إنعقاد مجلس الوزراء الذي يعتبر السبيل الوحيد لاصدار بعض المراسيم المتعلقة بمطالب المواطنين على إختلاف طوائفهم ومذاهبهم وتوجهاتهم السياسية، أو بالسلوك اليومي وتحويل السراي الى خلية نحل وزارية لمتابعة الشؤون الاجتماعية المختلفة. 

لذلك، لم يخف المفتون أن وقوفهم الى جانب الرئيس ميقاتي هو وقوف الى جانب الوطن، خصوصا أنه اليوم المؤتمن على حاجات الناس، ولا يمكن لأي عاقل أن يقف في وجه تحقيقها أو تلبيتها، كما أثنى أصحاب السماحة على الحكمة التي يتمتع بها ميقاتي وتقديره الجيد للأمور وسيره بين النقاط السياسية والطائفية، وسعيه الحثيث الى عدم تكبير الشرخ الذي يعمل البعض جاهدا لتوسيع رقعته تلبية لأجندات سياسية معروفة الأهداف.

وإذ، شدد المفتون على أن أوضاع البلاد المتردية لا يمكن أن تعالج بالتعطيل، ما يتطلب تقديم كل التسهيلات لحكومة تصريف الأعمال للقيام بالواجبات المنوطة بها، أكدوا حرص الرئيس ميقاتي على كل مؤسسات الدولة وعلى إحترام مبدأ فصل السلطات، ورفضه المطلق لمصادرة صلاحيات أي موقع كان، مؤكدين أن حلا واحدا يخرجنا من هذه الدوامة وهي إنتخاب رئيس للجمهورية يكون لكل اللبنانيين ويقدم مصلحتهم على كل ما عداها. 

زيارات المفتين أعطت إنطباعا، بأن لا أحد قادر على أن يقف في وجه مصالح الناس، وبالتالي فإن من يتباكى على الصلاحيات ويندب خرق الدستور ويخشى على المصير عليه أن يسارع الى تسهيل إنتخاب رئيس للجمهورية يعيد إنتظام الحياة السياسية ويفعّل عمل المؤسسات، وما دون ذلك، فإن حكومة تصريف الأعمال ستبقي على إجتماعاتها كلما دعت حاجة اللبنانيين.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal