لقاء فرنجية ـ باسيل.. في ميزان الاستحقاق الرئاسي!… غسان ريفي

كثيرة هي الأوصاف التي أطلقت على اللقاء الذي عقد بين رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية في منزل رجل الأعمال علاء الخواجة، حيث قال عنه البعض أنه إجتماعي، ورأى البعض الآخر فيه أنه سطحي، فيما رأى آخرون أنه سياسي وقد يكسر الجليد المتراكم بين الرجلين.

وفي الوقت الذي بدا فيه باسيل خلال تقديم التهاني بعيد الميلاد الى البطريرك بشارة الراعي مزهوا بهذه اللقاءات كونها تساهم في كسر العزلة المفروضة عليه وتؤكد للحلفاء والخصوم أنه ليس محاصرا سياسيا، تحصّن فرنجية كعادته بالصمت ولم يصدر عنه أو عن تيار المردة أي كلمة أو توضيح بخصوص اللقاء سواء حصل أو لم يحصل وما دار فيه ومدى الايجابيات التي نتجت منه وكيف يمكن البناء عليها.

لا شك في أن المواضيع القابلة للبحث أو النقاش لدى باسيل وفرنجية على حد سواء باتت محدودة جدا، وبالتالي فإن أي لقاء بينهما لا مكان له إلا في كفتيّ ميزان الاستحقاق الرئاسي الذي يسيطر على مجمل الحياة السياسية اليوم، مهما حاول البعض إعطاء مثل هذه اللقاءات عناوين أو أبعاد أو وضعها في إطارات مختلفة.  

يبدو واضحا أن سليمان فرنجية ماض في ترشحه لرئاسة الجمهورية، وأن فريقه السياسي متحمس له ويسعى الى تذليل العقبات من أمامه، وهو أي فرنجية لن يتنازل عن هذا الترشيح ولن يقبل بمرشح غيره ضمن المحور الذي ينتمي إليه، ما يعني أنه سيخوض معركته حتى النهاية.

في المقابل، فإن باسيل يرفض ترشيح فرنجية بشكل مطلق وهو اليوم يدخل في مواجهة واضحة مع حزب الله عنوانها سياسي ـ حكومي، لكن مضمونها هو كيفية إزاحة رئيس تيار المردة والتوافق على إسم ثالث يرضي كل الأطراف، وهذا ما سبق وبحثه باسيل مع الرئيس نبيه بري والسيد حسن نصرالله لكنه فشل في تسويق هذه الفكرة، كونه ما يزال يثير الغبار عله يستطيع تطويع الظروف لمصلحته بالرغم من أنه بات أمرا بعيد المنال.

لذلك، فإن أي لقاء قد يجمع باسيل وفرنجية لا يمكن أن يحمل في طياته أية إيجابيات إلا في حالتين إثنتين، الأولى أن يتخلى فرنجية عن ترشيحه وأن يفتش مع باسيل عن مرشح توافقي، والثاني أن يبلغ باسيل فرنجية رفع الفيتو عنه والقبول بدعم ترشيحه لرئاسة الجمهورية.

وإذا كانت الحالة الأولى تدخل ضمن المستحيلات، فإن الحالة الثانية ما تزال تخضع للأخذ والرد، خصوصا أن المفاوضات ما تزال جارية مع باسيل الذي بات على قناعة بأن الخصوم في المحور الآخر لا سيما القوات اللبنانية والكتائب والحزب التقدمي الاشتراكي لن يستمروا طويلا في التصويت للنائب ميشال معوض الذي يتأرجح منذ عشر جلسات على حافة الأربعين صوتا، وأن هذه القوى قد تتجه في أي لحظة نحو دعم ترشيح قائد الجيش العماد جوزاف عون، ما يجعل باسيل أمام خيارين أحلاهما مرّ، وربما يكون فرنجية بالنسبة له أهون الشرّين.

لذلك، ترى مصادر سياسية مواكبة أنه إذا كان اللقاء بين باسيل وفرنجية قد ساهم بحسب ما يقول البعض في كسر الجليد أو في غسل القلوب، فإن الخطوة التالية من المفترض أن تكون إعلان باسيل دعم وصول فرنجية الى رئاسة الجمهورية، وإذا لم ترتق الأمور الى هذا المستوى، فإن اللقاء الذي ضجت فيه وسائل الاعلام لا يمكن أن يُعول أو يُبنى عليه، وبالتالي يكون لزوم ما لا يلزم.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal