نعت نقابة محرري الصحافة اللبنانية في بيان، الصحافي محمد الحاج أحمد باقر شري، وجاء فيه: “غيب الموت الصحافي المخضرم محمد الحاج أحمد باقر شري، وهو في مغتربه في الولايات المتحدة الأميركية التي عاش فيها عقودا من الزمن عند شقيقه بصورة متواصلة او متقطعة. وعاد إلى لبنان لينقطع إلى الصحافة التي دخل معتركها العام 1956 من باب الاحتراف، وانتسب إلى نقابة محرري الصحافة اللبنانية في العام 1962، وانتخب عضوا في مجلسها العام 1968. شغل على التوالي منصب مدير التحرير في “الكفاح العربي” ورئيس تحرير مجلة “الاحد” فرئيس تحرير “الديار”، وفي مجلة الشراع كاتبا ومحررا. Related Posts
وقد رثاه نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي، فقال: ما أن نودع زميلة او زميل، يعاجلنا الموت باختطاف عزيز، لم يكن تفصيلا في حياة الصحافة اللبنانية. وها قد فجعنا برحيل محمد الحاج أحمد باقر شري ابن خربة سلم الجنوبية، وهو الصحافي صاحب القلم المغزار، المثقف، الناقد، الثائر، الساخر، الذي لا يساوم في قناعاته، ولا يخشى في الحق لومة لائم ولو وضعه ذلك امام مواقف غير محمودة العواقب. رغم ملامح الجد والبرم البادية على وجهه، فإنه يواري في دخيلته طيبة يمكن تلمسها من الظرف الذي يطبع احاديثه، وروح النكتة التي تلازمه، والنوادر التي يطلقها، وهي مستقاة من متون كتب القدماء والمحدثين، كما يلجأ إلى الدعابة والمماحكات اللطيفة، فيشيع من حوله جوا من الفرح تدل اليه الضحكات التي ينتزعها انتزاعا من مجالسيه. قارىء نهم، إطلاع موسوعي، ذاكرة قوية، روح منفتحة، ولو خال البعض العكس. في اسلوبه شيء من ابتكار، ودعابة يسقطها في معرض النقد الذي يستهويه، لأنه ابن بار لثقافة الحرية. لم يكن يوما تابعا، ولا شاء أن يكون متبوعا. كان هو نفسه. هكذا شاء أن يكون، شاء من شاء وأبى من ابى”.
وتابع: “أحب الجنوب ، ولا يحتاج المرء كبير عناء ليتبين له أن الراحل الكبير، هو ابن هذه البقعة الغالية من لبنان. وعندما كان في بيروت، كانت زياراته لا تنقطع عن بلدته. وهو أمضى فيها احلى الأوقات، واستودعها الذكريات العذاب. غاب محمد الحاج أحمد باقر شري، واغمض عينيه في دار غربة. أودع هذه الدار جسده الصائر إلى فناء، وابقى قلبه وروحه في خربة سلم التي لم ينأ عنها يوما ولو بعدت المسافات”.
وختم القصيفي: “رحم الله الفقيد الغالي، واسكنه فسيح جناته والعزاء لعائلته، وزملائه وعارفيه، وللصحافة اللبنانية التي احزنها رحيله، وهو الذي سطر فيها صفحات خالدات لا يطويها نسيان”.
Related Posts