إعتراضات في بقسميا البترونية على نصب ميشال عون: “تللوا الدني صخر متل هالصخرة”!..

كتب المحرر السياسي

يبدو أن التيار الوطني الحر بات يُدرك جيدا مدى تراجع شعبيته نتيجة الإخفاقات والأوضاع السيئة التي تسببت بها سياساته التي اعتمدها في إدارة شؤون الدولة على مدى ست سنوات انتهت بانهيار تام لكل مقومات البلد وبشلل المؤسسات، إضافة الى ما يرزح تحته المواطن اللبناني من معاناة الفقر والعوز والبطالة.

بالأمس، وخلال احتفال في بلدة بقسميا البترونية لافتتاح مستديرة بإسم الرئيس السابق ميشال عون وازاحة الستارة عن نصب بإسمه، لم يتجاوز عدد المشاركين من البلدة ومن منطقة البترون الـ 15 بالمئة من الحضور الذي تم استقدامه من خارج منطقة البترون لملء المقاعد المجهزة لحضور الحفل، هذا بالنسبة للحضور. 

أما بالنسبة لإشكالية الاحتفال خصوصا أنه جاء بعد انتهاء ولاية عون فقد سجلت حالة اعتراض واسعة في بلدة بقسميا والجوار لما تحمل هذه الدعوة من محاولة لتثبيت الوجود والتأكيد من قبل التيار على “أننا نحن ما زلنا هنا” وهذا الفشل لمسه التياريون وبالرغم من ذلك أصروا على إقامة النصب وتنظيم الاحتفال علما أنهم اضطروا للسهر حتى فجر يوم الاحتفال في محيط النصب لحمايته خوفا من أي تعد عليه وإفشال الاحتفال. 

ويؤكد أحد المتابعين أن “هذا أكبر دليل على وجود قناعة لدى التيار أن احتفاله لا يرضي الا التياريين والحاضرين المسايرين فقط.”

أما اللافت فهو ان الرئيس عون وافق على مرسوم اقامة نصب لميشال عون وبتوقيع مدير عام المراسم والعلاقات العامة نبيل شديد بتاريخ 7 تشرين اول الماضي. ولأن البلدية في بقسميا منحلة ويتولى محافظ الشمال رمزي نهرا المعروف بتأييده المطلق للتيار الوطني الحر مهامها جاءت الموافقات من أهل البيت بالرغم من اعتراض من اهالي بقسميا الذين توجهوا للرئيس المنصوب بالقول “اذا هيك نصب بدو يشيل الزير من البير ويبيض صفحة العهد ..تللو الدني صخر متل هالصخرة” .

وأكثر من ذلك، فقد أطلق جبران باسيل في خطابه كلاما خارجا عن المنطق متهما ثورة 17 تشرين بعرقلة مشاريعه وسدوده كسد المسيلحة فانشغلت مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات اللبنانية بالتعليق والاستهزاء من كلامه الى حد أن قناة الجديد أوردت في مقدمة نشرتها الاخبارية تعليقا على اتهام باسيل ما يلي “وعلى الارجح ان يظهر كلام على لسان أحد الناشطين من ساحات الثورة لينصح باسيل “بسد حنكه” الذي قد يكون المشروع الوحيد الذي يمكن له ان يتحقق دون السدود الفاشلة الاخرى.”

وما أن ظهرت عبر الاعلام صورة النصب الذي حمل شعار “أكبر من أن يبلع أصغر من أن يقسم” حتى نشطت التعليقات واتهام التيار الوطني الحر بالسرقة ووصفه بـ “تيار سرقة الملكية الفكرية” خصوصا أن الشعار هو لجريدة لبنانية تأسست في الخمسينات إيام الرئيس كميل شمعون وصاحبها جميل العلي من الطائفة العلوية ومن باب التبانة في طرابلس.

ويتساءل مراقبون “ماذا ينفع هذا النصب التيار ورئيسه وهو على بعد أمتار من مواقع تتطاير منها رائحة الفساد والصفقات، سدود ومشاريع لا فائدة منها الا لجيوب أصحابها. وما نفع نصب سيهدد صباحا ومساء بدلا من أن تمطر عليه عبارات الشكر والامتنان على سنوات ست من البحبوحة والراحة والانتظام في مؤسسات الدولة والشفافية ونظافة الملفات و….”.  


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal