يا رايح…قلّل تصريحات!… مرسال الترس

كلما لمعت “كهرباء الدولة” في حارتنا بعد غياب لشهرين او ثلاثة، تلمع معها صورة وزير الطاقة في بلادنا المقهورة يتحدث بطلاقة ووجه بشوش عن كهرباء واعدة بين ثماني وعشر ساعات في اليوم نتيجة قرب وصول “الفيول أويل” العراقي أو الإيراني..أو المصري أو الأردني.

وعندما تلمع “كهرباء الدولة” في الوقت اللاحق أي بعد شهرين أو ثلاثة على الموعد الأول لن تسعفنا سرعتنا في مشاهدة التلفزيون، لأن الكهرباء تكون قد انقطعت وغاب معها تصريح “منحوس الطالع” عن حزمة جديدة من ساعات التغذية الرسمية.

والأنكى، ان الحديث عن الآف الاطنان من “الفيول اويل” التي تحط على هذا الشاطئ اللبناني او ذاك، فما يكاد الحديث عنها يفرح قلوب المواطنين حتى يتبعه حديث آخر بعد بضعة أيام وساعات تغذية لا تتعدى الساعة او الساعتين (معظمها فجراً لا تستفيد منها سيدات المنازل) ليخبرنا اصحاب تلك الأحاديث أن الفيول أويل قد نفذ ونحن بانتظار شحنة أخرى ربما تصل بعد شهر من تاريخه!

في الدول التي تحترم نفسها ومواطنيها، يجهد المسؤولون لكي يقدموا الأفضل لأهل وطنهم. فيما يبذل المسؤولون في بلادنا “الغالي والنفيس” من أجل رفدهم بالمزيد المزيد من التصريحات الفارغة التي لا تجلب لهم سوى ندرة الكهرباء وشح المياه وفقدان المواد الغذائية واقفال المدارس وتعطيل المستشفيات الى حد التمني والصلاة كي لا يضطر أحد من أفراد العائلة أن يطأ عتبة من أبوابها. واللائحة تطول وتطول الى حد الأمل الضائع ان يحصل على جواز سفر أو المخاطرة في ركوب زورق سيبتعله البحر في أول ميل منه.   

فطالما ان الحكومة في مرحلة تصريف الأعمال، وتشكيل الحكومة متعثر، والمفترض أن يتم انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وبالتالي سيكون هناك حكومة جديدة، وبالتأكيد لن نرى “وجهك الكريم” مجدداً. فعليه وعلى امثاله اعتماد المثل اللبناني الذي يقول:”يا رايح …كتّر القبايح”. ولكن سنقول لك طالما أنك مفروض علينا خلال هذه الفترة العصيبة، فرجاؤنا منك أن تقلّل من تصريحاتك حتى حدود السكوت. وبذلك تخفف على حضرتك وعوداً، وتخفف علينا هبات ساخنة نحن وأخوتنا المواطنين الملزمين البقاء في لبنان بغنى عنها!   


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal