عدّاد جلسات إنتخاب رئيس الجمهورية إنطلق.. أين سيتوقف؟… عبد الكافي الصمد

إنطلق أمس عدّاد جلسات إنتخاب الرئيس الـ14 للجمهورية اللبنانية منذ الإستقلال عام 1943، من غير أن تفضي جلسة أمس إلى انتخاب رئيس جديد، كما كان متوقعاً، يخلف الرئيس ميشال عون الذي تنتهي ولايته أواخر شهر تشرين الأوّل المقبل، ومن غير أن يتضح كم سيحتاج المجلس من جلسات قبل أن يخرج الدخان الأبيض منه إيذاناً بانتخاب الرئيس العتيد.

فقد أسفرت جلسة أمس التي اكتمل نصابها بحضور 122 نائبا عن إقتراع 63 نائبا بورقة بيضاء، وحصول النائب ميشال معوض على 36 صوتاً، والمرشّح سليم إدة على 11 صوتاً، بينما توزّعت الأصوات الـ12 الباقية على 10 للبنان، و1 لمهسا أميني (معارضة إيرانية) و1 لنهج الرئيس الشهيد رشيد كرامي.

ومع أنّ الجلسة إنفضت من غير تحديد موعد للجلسة المقبلة، فإنّ رئيس المجلس نبيه برّي أرسل في نهاية الجلسة رسالة واضحة، عندما قال بأنّه “عندما يتمّ التوافق على رئيس، أدعو لجلسة مقبلة لمجلس النواب، وإذا ما صار في توافق وإذا ما كانوا 128 صوت لن ننقذ لبنان”، في إشارة واضحة أنه ينتظر حصول توافق داخلي وخارجي على انتخاب رئيس جديد، وبأنّه يفضل هذا الخيار على أيّ خيار آخر، ولو تأخّر إنتخاب رئيس جديد إلى ما بعد نهاية ولاية عون.

لكن نتائج الجلسة كشفت 3 ملاحظات مهمّة، هي:

أولاً: ينتظر إستحقاق إنتخاب رئيس جديد للجمهورية، كما جرت العادة دائماً في لبنان، توافقاً داخلياً وإقليمياً ودولياً عليه قبل ولادته، وهي ولادة ما تزال حتى السّاعة متعثرة ومتأخرة، في ظلّ إنطباع واسع بأنّ ولاية عون ستنتهي من غير إنتخاب المجلس رئيساً جديداً للجمهورية، وأنّ فراغاً ليس معروفاً مدّته سيخيّم على قصر بعبدا وكرسي الرئاسة الأولى فيه.

ثانياً: تفاوتت القراءات حول الرقم الذي حصل عليه معوّض، بين معارض لوصوله رأى بأنّ ما حصل حرق إسمه مبكراً، وبأنّ الأصوات القليلة التي توقع بنفسه إضافتها إلى حصيلته في جلسة أمس لن توصله إلى قصر بعبدا؛ بينما قرأ مؤيّدون له أنّه بهذا العدد من الإصوات التي اقترعت له فإنّه يراكم دعماً سيساعده يوماً ما في الوصول الى كرسي قصر بعبدا.

ثالثاً: برغم أنّ رئيس تيّار المردة سليمان فرنجية يُعتبر المرشّح الطبيعي الأوّل والأوفر حظّاً بالفوز بمنصب الرئاسة الاولى، فإنّه لم يحصل على أيّ صوت، بعدما فضّل حلفاؤه التصويت بورقة بيضاء، في إشارة فُسّرت على أنّها خطوة تهدف إلى حماية ترشيح الزعيم الزغرتاوي في هذه المرحلة، مع أنّه كان سيحصل على أصوات وازنة، في خطوة اعتبرت خياراً صحيحاً وتكتيكاً سياسياً بارعاً، بشكل يبقي فرنجية بعيداً عن الحسابات الرئاسية الضيقة في المرحلة المقبلة، بانتظار توقيت يجعل وصوله إلى قصر بعبدا معبداً بعد نزع الألغام منه، ولو طال أمد الفراغ، وامتدت جلسات المجلس على عدد من الجلسات ما يزال مجهولاً.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal