رست الباخرة Ak AMBITION في مرفأ طرابلس محملة بحبوب الذرة والزيت النباتي ، قادمة من أوكرانيا إلى لبنان.
وكان باستقبالها السفير الأوكراني في لبنان ايهور اوستاش على رأس وفد من السفارة الاوكرانية، مدير المرفأ الاستاذ أحمد تامر، نقيب عمال المرفأ أحمد السعيد، والوكلاء البحريين وحشد من المعنيين العاملين في المرفأ.
بالمناسبة ألقى تامر كلمة شكر فيها الدولة الاوكرانية وسفيرها على الجهود التي تبذل في سبيل تأمين الحبوب والذرة والزيت للشعب اللبناني.
كما وأثنى على العلاقة والتنسيق بين البلدين وبلدان البحر الأسود آملا أن تستمر هذه العلاقة المتينة من اجل ان تثمر نجاحات لكلا البلدين، مؤكدا أن الدولة الاوكرانية أثبتت انها تقف إلى جانب الشعب اللبناني خلال الازمة الاقتصادية التي يمر بها لبنان واهتمامها بالأمن الغذائي لشعبه .
بادئ ذي بدء، أود أن أعرب عن امتناني لكم جميعًا لحضوركم للترحيب بالسفينة التي وصلت إلى لبنان وعلى متنها حبوب الذرة والزيت النباتي الأوكراني وهي سفينة AK Ambition، وهو أمر مهم للغاية لكل من لبنان وأوكرانيا. إنه دليل على الجهود الأوكرانية الدؤوبة والحثيثة لمساعدة اللبنانيين على تخطي الصعوبات التي تواجهها كل دولة في الشرق الأوسط في ضمان أمنها الغذائي، وكلنا نعرف الأسباب الحقيقية لهذه المشاكل. أعني العدوان الروسي على أوكرانيا.
لغاية تاريخه يوجد 17 مليون طن من الحبوب لا تزال موجودة في المخازن معدة للتصدير من محصول العام السابق في أوكرانيا.
لقد أدى هجوم روسيا إلى تغيير سلاسل الإمداد الغذائي في العالم. المنتجات التي لن تتمكن أوكرانيا من توريدها إلى السوق العالمية تثير سلسلة من ردود الفعل: فالبلدان المتقدمة تزيد مخزونها، والعديد من البلدان تحد من التجارة في ظل حالة عدم اليقين. ونتيجة لذلك، ترتفع الأسعار بشكل أكبر ويزداد خطر الجوع في البلدان الفقيرة.
من جانبها، كانت أوكرانيا دائمًا ملتزمة بالبقاء واحدة من موردي الأغذية الرئيسيين والموثوقين بنسبة 100٪ للعالم. وفقًا لبيانات وزارة الزراعة الأمريكية بناءً على أداء العام 2021/2022، فإن حصة أوكرانيا هي أكثر من 10٪ من إجمالي صادرات القمح في جميع أنحاء العالم ، و 14٪ – من إجمالي الذرة، و 17٪ – من مجموع الشعير و 47٪ – من اجمالي زيت عباد الشمس. قبل الحرب، صدّرت أوكرانيا ما بين 5 و 6 ملايين طن من المنتجات الزراعية على أساس شهري؛ تم تصدير 90٪ منها من الموانئ البحرية في البحر الأسود وبحر آزوف. يؤكد الخبراء أن أكثر من 400 مليون شخص في العالم يعتمدون على إمدادات الحبوب من أوكرانيا. يعاني سكان معظم هذه البلدان تقليديًا من نقص الغذاء وحتى الجوع. أما لبنان ففي العام 2021 (قبل الغزو الروسي الواسع النطاق) بلغت وارداته من أوكرانيا 80 في المائة من مجموع ما يستورده من القمح، و60 بالمائة من الزيت النباتي.
نعتقد أنه من غير المقبول جعل الدول رهينة للإمدادات الغذائية الخارجية.
يُعدّ تصدير الحبوب الأوكرانية ضروريًا لضمان الاستقرار الاقتصادي العالمي، والتغلب على الزيادات الحادة في الأسعار والتخفيف من تأثير أزمة الغذاء على الأشخاص الأكثر ضعفًا في إفريقيا وآسيا.
إن أوكرانيا والمزارعين الأوكرانيين مستعدون للوفاء بالتزاماتهم في توريد الحبوب والمنتجات الزراعية الأخرى إلى السوق العالمية لتلبية الطلبات المتزايدة من الغذاء.
تهدف أوكرانيا إلى مواصلة صادراتها لمنع حدوث أزمة غذائية في جميع أنحاء العالم. تمكنا من زيادة قدرة الشحنات البرية والنهرية. في شهر آب، تم تصدير ما يقرب من 1.6 مليون طن من المنتجات الزراعية من موانئ نهر الدانوب، عن طريق السكك الحديدية – حوالي 1 مليون طن ، وعن طريق البر – أكثر من 0.6 مليون طن من المنتجات الزراعية. وهكذا، تم تصدير ما مجموعه 3.3 مليون طن من المنتجات الزراعية من موانئ أوديسا والموانئ الأوكرانية على نهر الدانوب في شهر آب. إجمالاً 220 سفينة و 5 مليون طن تم تصديرهم من منطقة أوديسا.
استجابت البلدان التي لها حدود مع أوكرانيا لمشكلة صادرات الحبوب من أوكرانيا إلى بلدان ثالثة وهي إما قامت بتبسيط إجراءات معالجة نقل البضائع أو تعمل بنشاط على ذلك من خلال تبسيط إجراءات الصحة النباتية.
وهنا في لبنان، يمكننا جميعًا أن نرى بشكل مباشر نتائج العمل الأوكراني المتواصل لتزويد شعب هذا البلد بالمنتجات الأساسية. أريد فقط أن أضع بعض الأرقام بين أيديكم. بحسب بيانات الجمارك اللبنانية عن 7 أشهر من العام الجاري، من أصل ما مجموعه 325 ألف طن من القمح التي تم استيرادها إلى لبنان، تم استيراد 210 آلاف طن من أوكرانيا أي ما يعادل (63٪). أما بالنسبة لزيت عباد الشمس، فإن الحصة الأوكرانية أكثر تواضعا لكنها لا تزال كبيرة وتشكل 16٪، مما يجعل بلدنا في المركز الثالث بين موردي الزيت النباتي إلى لبنان.
هذه هي الصورة التي توضح أنه على الرغم من الغزو الروسي والعقبات التي فرضتها القوات الروسية على نقل البضائع، تظل أوكرانيا المورد الرئيسي للإنتاج الزراعي للبنان وشريكاً تجارياً موثوقاً به. وصول هذه السفينة دليل آخر على ما أقول. وأؤكد لكم أن هناك عدد أكبر من السفن قادمة إلى لبنان.
أود أن أعرب عن امتناني لشركة AFC كشريك موثوق لأوكرانيا.
Related Posts