كثيرة هي التعليقات التي رافقت إقامة عرس داليا وليد جنبلاط وجو بيار الضاهر في القصر العريق لعائلة العروس في بلدة المختارة الشوفية الأسبوع الماضي، منها المنتقدة حتى من أبناء الطائفة، ومنها المرحبة بفتح صفحة جديدة في التزاوج بين الطوائف والمذاهب مما يعيد تعزيز التلاحم بين العائلات اللبنانية التي عملت الحرب والصراعات على تباعدها وإقامة جدران عزل فيما بينها ولأسباب بانت انها تافهة جداً أحياناً.
والكثير من اللبنانيين ولاسيما منهم المحللون السياسيون كانوا يلومون رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على سرعة تبديله في مواقفه وأحياناً مئة وثمانين درجة، وعبر مقود هيدروليكي في سيارة سريعة جداً، حتى أنه هو نفسه لم يعد يتأفف من ذلك ويقر بأنه “ووفق اللواقط الحساسة” لديه يحسن قراءة ما قد يستجد ويعمل من خلال ذلك على تركيز اهتماماته بحماية الطائفة( التي يعتبر نفسه مسؤولاً عنها أكثر من أي رجل دين معمم.
أما عندما وجّه انتقاداً لاذعاً لبعض المسؤولين في الطائفة المارونية في ربيع العام 2009 حين قال في لقاء (درزي) مغلق جداً وبالحرف: “على الحزب التقدمي الاشتراكي ان يفصل بين مواقفه ومواقفي الجنس العاطل يبقى جنساً عاطلاً “.
وأضاف متحدثاً عن امكانية تسكير لائحته حينذاك بوجه دوري شمعون وغطاس خوري خلافاً لما يسعى اليه رئيس تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري”. فقد جرى استغلال الكلام حينها الى أقصى الحدود في الشارع الماروني بالرغم من أن “وليد بك كان قد استقبل على ارض الشوف في العام 2001 البطريرك الماروني نصرالله صفير في ما سُمي مصالحة تتجاوز مآسي الحرب لتفتح صفحة جديدة في العلاقة بين الموارنة والدروز”.
بعد 21 عاماً وقف وريث آل جنبلاط في عرس ابنته ليتحدث عن الأخطاء التاريخية وليستشهد بكلام السيد المسيح حين قال لمن رغبوا في رجم إمرأة زانية: “من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بأول حجر”.
فكيف سيرحب “البيك” بعد سنوات ربما باحفاده الذين سيكونون من “جنس عاطل” الاّ إذا كان يفرّق بين ما هم عليه موارنة الشوف وموارنة الشمال!..
بالأمس، قال الزعيم الدرزي بلا منازع في الانتخابات الأخيرة بعد أن اصطحب ابنته داليا على درج قصر المختارة ليسلمها لعريسها جو: “وحدي أتحمّلُ وزرَ الماضي ومسؤولياته، وقد قمتُ ببعضٍ من المراجعة”. ولذلك بالتأكيد سيكون لقائه باحفاده مميزاً لأن المثل اللبناني يقول:”مش أعز من الولد الاّ ولد الولد”. وبالتأكيد ان العلاقات ستكون على افضل ما يرام بين طائفتين كانتا في صلب إمارة جبل لبنان الاّ إذا أتيحت الفرصة لأحد أن يمد يده ليخرّب اجتماعياً!
Related Posts