فوجئ معظم الموارنة ″غير الأقحاح″ الأسبوع الفائت بتوزيع خبر مطوّل عن القصر الجمهوري يعلن عن تكريم النائب السابق نعمة الله أبي نصر عبر منحه “وسام الاستحقاق الوطني اللبناني المذهّب” من قبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تقديرا لعطاءاته “الوطنية والفكرية والثقافية ولمسيرته الريادية في الحياة الوطنية اللبنانية”.
لفت الحضور الكثيف في القصر التعابير “الطنانة والرنانة” التي اغدقتها كلمات رئيس الجمهورية ووزير الثقافة محمد وسام المرتضى وكبير مسؤول الإعلام في القصر الجمهوري رفيق شلالا على المحتفى به. ولكن ما سها عن بال القصر الجمهوري وفي إطار ذكر “عطاءات ابي نصر اللافتة” أن يلفت الى مواقفه “المذهبية” المرتبطة بأجناس الموارنة:
ففي مطلع العام 2019 وبعد رسوبه بالانتخابات النيابية التي سبقت، وقبيل ترشحه لرئاسة “الرابطة المارونية” أتحف أبي نصر الموارنة بتصريح غير مسبوق قال فيه:” إن مَوارنة كسروان والمَتن وجبيل هُمُ المَوارنة الأقحاح”! ومن ثم أضاف إاليهم في تصريح لاحق موارنة البترون لإسباب لم تُخفَ بتزلفها حينها على أحد. الأمر الذي دفع موارنة الأطراف (وربما الرئيس ميشال عون منهم لأنه لا يتحدر من تلك الأقضية المشار اليها) الى تذكر المَقولة الكِسروانيّة الشهيرة “غْريب ومِن تْطلُب هَبْرَة”؟ وتمنوا حينذاك على البطريركية المارونية في بكركي أو الرُّهبانيات بِابداء الأسف، حتى لا نقول الاستهجان أو الاستنكار أو الشَّجْب، ولكن لا حياة لمن تنادي وأداروا حينها الأذن الطرشاء!
فخطأ بهذا الحجم الفادح ألا يستحق التوقف عنده وبالتالي حجب ذاك “الوسام المذهب” عن مرتكبه وبخاصة أن ما جاء في كلمة شلالا عن ابي نصر التالي وعلى مسامع الجميع:
“سيرتك مسيرة مكللة كقمم لبنان، بأسمى ما في البعد الإنساني: الوفاء. ووفاؤك هو قبل أي شيء، ريادة اخلاق. فما خاصمت ولا تخاصمت. ما بعدت ولا تباعدت. وما تعاليت ولا إعتليت. كنت سائرا نحو الأبعد. وقد تعلمت من جونيه التي أحببت أن التطلع الى الآفاق البعيدة لا يكفي لتبلغها ما لم تبق أنت أنت!”..
Related Posts