هل يُستدرج لبنان الى حقل الالغام الاسرائيلي؟!… ديانا غسطين

على مسافة خط عوّامات بحرية تابع للعدو الاسرائيلي أنهى الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين زيارته المقتضبة الى بيروت واعداً بتسليم الجانب اللبناني الاسبوع المقبل العرض الكامل لإنجاز اتفاق الترسيم. 

عرض هوكشتاين هذا، تزامن مع جرعة تفاؤل جديدة بثها وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بو حبيب بعد إعلانه بأن “٩٥% من اتفاق الترسيم بين لبنان واسرائيل منجز”.

الا ان اعلان بو حبيب يطرح اسئلة لا بد من الاجابة عليه، وهي: لمصلحة من يأتي هذا الترسيم؟ وما هي بنود الاتفاق وخفاياه؟

فالعوّامات البحرية استخدمها العدو الاسرائيلي لرسم خط ردع للصيادين. بيد ان السؤال الاساسي يكمن في مدى استعداد كيان العدو لربط هذا الخط بنقطة رأس الناقورة والتي يعتبرها لبنان بداية حدوده؟ 

في السياق، تشير المعلومات الى انه اذا كان الجواب على السؤال اعلاه ايجابياً عندها فقط يمكن القول ان ٩٩% من اتفاق الترسيم قد انجز. اما اذا اتى الرد سلبياً فهذا يعني ان فقط ٥% من الاتفاق قد انجز. 

وتلفت المصادر الى ان العدو الصهيوني لا يمكن ان يقبل بإيصال خط الطفافات الى نقطة رأس الناقورة، وتغمز من قناة انه اذا لم ينتبه لبنان الرسمي الى هذه النقطة فتلك مصيبة. وبحسب المصادر فإن رفض العدو وصل خط الطفافات المذكور بنقطة رأس الناقورة يعني انه يستعد لإيصاله الى مكان آخر، ما يدل على انهم يعتبرون النفق البحري لهم وستسهل عليهم عندئذ مهمة قضم المزيد من حدود لبنان سواء في البر او البحر. 

على صعيد متصل، وفيما سرّبت القناة ١٢ الاسرائيلية وثيقة عسكرية تكشف ان “الجيش الاسرائيلي يعتقد ان هناك احتمالاً معقولاً لنشوب مواجهة مع حزب الله” ، تبقى احتمالات الحرب ضعيفة جداً لا سيما وانها ستعيد الملف الى نقطة الصفر، الامر الذي لا يتناسب مع طموحات العدو الاسرائيلي وحليفه الاميركي لجهة البدء باستخراج الغاز وبيعه للاوروبيين بدل الغاز الروسي. 

اذاً، هو حقل الغام جديد يحاول العدو الاسرائيلي سوق لبنان اليه مستغلاً انشغال اللبنانيين بأزماتهم واستحقاقاتهم المقبلة. فهل سيتنبه اهل الحكم لهذه المكيدة ويرفضون التوقيع على اقتراح هوكشتاين المقبل ام سيسمحون للعدو بقضم حقوق الشعب وحدوده؟


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal