يزداد الرئيس نجيب ميقاتي حرصا على تشكيل حكومة تكون قادرة على مواجهة ما استجد من ازمات، وتضع حدًا للشذوذ السياسي الذي يمارسه البعض لا سيما بما يتعلق بانتهاء ولاية رئيس الجمهورية والهرطقات الدستورية التي تثار حولها، وتلاقيه في هذا الحرص قوى سياسية تحسب الف حساب لتداعيات الشغور الرئاسي في حال حصل..
بالرغم من تصلب المواقف من جانب رئيس الجمهورية ميشال عون والنكد السياسي الذي يلجأ اليه النائب جبران باسيل، حيث لم يعد خافيا على أحد انه كلما شعر بتوافق ما يلوح في افق اللقاء الدوري للرئيسين عون وميقاتي سارع الى استهدافه ببيانات وتصريحات ومواقف لا تمت الى المسؤولية الوطنية بصلة.
ففي الوقت الذي يواجه فيه اللبنانيون شتى صنوف العذاب ويفتقدون فيه ابسط مقومات العيش الكريم وعلى كل صعيد، يصب التيار الوطني الحر كل ما لديه من جهود لاستهداف الرئيس المكلف وتحوير بنود الدستور بحسب ما تقتضيه مصالحه ومكاسبه السياسية وإبقاء عملية التأليف في أرجوحة التعطيل.
وفي هذا الاطار، لم يعد أمام التيار الوطني الحر سوى خيارين:
الاول بعيد المنال لجهة تأليف حكومة على قياس رئيسه جبران باسيل كونه امر غير وارد لدى الرئيس ميقاتي،
والثاني قطع الطريق أمام تشكيلة ميقاتي بالرغم من تجاوبه الكامل مع الرئيس عون، تمهيدا للفتنة الدستورية التي يحضر لها مع انتهاء الولاية الرئاسية بتزوير الحقائق لجهة طرح عدم جواز نقل صلاحيات رئيس الجمهورية الى حكومة تصريف الاعمال، فضلا عن الترويج لكثير من الخيارات التي قد يقدم عليها عون وجميعها لا تمت الى الدستور بصلة ومن شأنها ان تدخل البلاد في أزمة نظام وفوضى قد تنعكس فلتانا في الشارع.
أمام هذا الواقع، ما يزال الرئيس ميقاتي يواجه ادوات التعطيل البرتقالية، ويحرص على اللقاءات الدورية مع الرئيس عون للبحث في التشكيلة التي كاد أن يوافق عليها في اللقاء الثالث لولا تدخل باسيل الذي رفض تجاوب ميقاتي مع مطالب عون والتي وصلت الى الطلب منه تسمية الوزيرين السني والدرزي شرط عدم استفزاز مرجعيتهما السياسية.
وجاء لقاء الرئيسين “الخامس” امس في هذا الاطار، حيث تشير المعلومات الى ان الرئيس عون بات محرجا امام الايجابية التي يبديها الرئيس المكلف تجاهه، لكن في الوقت نفسه هو غير قادر على تجاوز مصالح باسيل الذي يضغط عليه مع فريق المستشارين في أكثر من اتجاه.
وتشير المعلومات الى ان الرئيس ميقاتي لم يكن في وارد زيارة قصر بعبدا أمس، كونه لم يتلق أي جواب حول الطروحات التي قدمها للرئيس عون الاربعاء المقبل، لكن حرصه على انهاء ملف تأليف الحكومة وتجاوبه مع الوساطات التي تحصل دفعاه الى المبادرة بالاتصال بعون صباحا حيث تم فيه تحديد الموعد بعد الظهر.
وتضيف المعلومات أن اللقاء لم يأت بجديد حيث كان يفترض برئيس الجمهورية ان يقدم الى الرئيس المكلف اسمين لوزيرين سني ودرزي لكنه لم يفعل، ما أوحى بأن عون يريد تسمية وزيرين محسوبين على باسيل من دون مراعاة الواقع السياسي المستجد درزيا وسنيا وهذا ما يتحفظ عليه الرئيس المكلف الذي خرج من اللقاء من دون الادلاء بأي تصريح، بينما مازح الصحافيين لدى دخوله قائلا إن “الرئيس بري في صور ما يمنعنا من اصدار مراسيم الحكومة” في إشارة إيجابية سرعان ما بددها مضمون اللقاء الذي كان شبح باسيل حاضرا فيه..
Related Posts