.. وفي اليوم الثاني لعمل الغواصة التي إستقدمت من الهند عبر إسبانيا لانتشال مركب الموت الغارق في بحر طرابلس منذ أربعة أشهر، تم العثور على المركب بعد ظهر أمس على عمق 457 مترا، وعلى بعد نحو 130 مترا عن المنطقة البحرية التي حددها الجيش اللبناني، حيث بث فريق الغواصة سلسلة من الصور التي أظهرت أن المركب مستقر على قاعدته، وبدت الغرفة التي تضم الضحايا من دون التأكد من وجود رفات أو هياكل عظمية فيها، بالرغم من تأكيد البعض بأن بعض الصور أظهرت تلاميح عن وجود شيئا ما ضمن الغرفة.
ومع العثور على مركب الموت وإنطلاق المرحلة الثانية التي ستركز على كيفية إنتشاله بمن فيه، يكون النائب اللواء أشرف ريفي قد توّج الجهود التي بذلها مع أبناء الجالية اللبنانية في أوستراليا في بلسمة جراح أهالي الشهداء بما يمكنهم من دفن رفاتهم وقراءة الفاتحة أمام قبورهم، ويكون الجيش اللبناني قد أكد حرفية في إعطاء الاحداثيات الدقيقة التي سهلت على طاقم الغواصة الذي وجد المركب في غضون ساعات قليلة من العمل، علما أن مهمات من هذا النوع غالبا ما تحتاج الى وقت طويل.
وفي هذا الاطار، تقول المعلومات التي حصلت عليها “سفير الشمال” أن هيكل المركب المستقر على قاعدته ما يزال في حالة مقبولة بحسب الصور التي جرى بثها، وثمة محاولات من خلال هذه الصور للتركيز على الغرفة وما بداخلها، حيث يؤكد معنيون أنه من المرجح العثور على رفات أو هياكل عظمية للشهداء الذين بقوا ضمن الغرفة ولم تحملهم المياه الى سطح البحر.
وتضيف المعلومات إن المرحلة الأولى من عمل الغواصة إنتهت بالعثور على مركب الموت وبث الصور من كل جوانبه، وأن المرحلة الثانية قد تبدأ يوم الاثنين المقبل بدراسة كيفية إنتشاله بمن فيه، حيث يؤكد المعنيون أن الغواصة مجهزة بأذرع يمكن أن تستخدم في ربط المركب ببالونات هواء يصار الى نفحها ما يؤدي الى رفع المركب من قعر البحر وإنتشاله وحمله الى العبارة المتواجدة في المكان، وعندها يمكن أن التحقق من وجود رفات الشهداء فيه أو هياكلهم العظمية.
ومن المنتظر في غضون الساعات المقبلة أن يعقد النائب أشرف ريفي وقائد القوات البحرية العقيد هيثم ضناوي وطاقم الغواصة والصليب الأحمر اللبناني وأهالي الشهداء مؤتمرا صحافيا للحديث عن المرحلة الثانية وعن الآليات التي يمكن من خلالها إنتشال المركب بشكل كامل.
ويقول النائب أشرف ريفي: نحمد الله أننا عثرنا على المركب بشكل سريع، وأننا ساهمنا في بلسمة قلوب أهلنا الذين سيتمكنون من دفن شهدائهم، ونحن ننتظر المرحلة المقبلة المتعلقة بكيفية إنتشال المركب من قعر البحر، منوها بالاحداثيات التي أعطتها قيادة الجيش والتي ساهمت في تسريع العثور على المركب، والشكر كل الشكر الى كل من ساهم في تحقيق هذا الانجاز الانساني، لا سيما أهلنا من أبناء الجالية اللبنانية في أوستراليا الذين كانت لهم اليد الطولى في إنهاء هذه المأساة التي نأمل ألا تتكرر..