مهمة الغواصة لن تكون سهلة.. ماذا عن المركب والضحايا ومكانهم؟! (صور)

خاص ـ سفير الشمال

يبدو أن مهمة الغواصة التي إستقدمت من قبل جمعية Aus Relief بمساع من النائب اللواء أشرف ريفي وعدد من أبناء الجالية اللبنانية في أوستراليا، لانتشال ضحايا مركب الموت الذي غرق قبالة محمية جزر النخل في بحر ميناء طرابلس بتاريخ 23 نيسان الفائت، لن تكون سهلة، بل سيكون دونها صعوبات وعقبات على أكثر من صعيد لا سيما بما يتعلق بحال الطقس الذي عطل عملها في يومها الأول بعد إنطلاقها صباحا من مرفأ طرابلس على متن عبارة الى المنطقة التي غرق فيها المركب بمواكبة كاملة من الجيش اللبناني.

وتشير المعلومات الى أن الجيش نجح في تحديد المكان الذي غرق فيه المركب الذي كان يحمل على متنه نحو 80 راكبا، تم إنقاذ 42 شخصا منهم وإنتشال 7 جثث، وما تبقى وأكثرهم من النساء والأطفال أعلنوا في عداد المفقودين أو الضحايا الغرقى، حيث تضيف المعلومات الى أنهم قد يكونوا في الغرفة الموجودة في المركب والتي كانت مقفلة، في حين يتوقع البعض أن يكون المركب قد تحرك بفعل التيارات البحرية الداخلية ما يعني أنه قد يكون إستقر في منطقة أخرى لكن حتما ليس بعيدا عن المكان الذي حدده الجيش.

وفي هذا الاطار تتفاوت الآراء حول مصير الضحايا المتواجدين في المركب، حيث يشير البعض الى إمكانية العثور على الهياكل العظمية العائدة لهم، في حين يرى البعض الآخر أنه إذا بقيت الغرفة التي كانوا يتواجدون فيها ضمن المركب مقفلة عليهم فربما يتم العثور على جثثهم متحللة، فيما يذهب آخرون برأيهم ألى إمكانية عدم العثور على أي كان بفعل تحلل الجثث بشكل كامل ووجود أسماك من الحجم الكبير تأكل كل ما تصادفه في طريقها وخصوصا على هذا العمق الكبير، إلا أن هذا الرأي يبدو أنه مستبعدا.

الغواصة التي ستقوم بمهمة إنتشال الضحايا والمركب يبلغ طولها 5.68 أمتار وعرضها 2.24 وتصل الى عمق 2180 مترا”، كما أن “طاقم الغواصة مؤلف من 3 اشخاص هم من يديرونها، وهي متطورة، حيث يمكن أن تبقى على إتصال دائم مع فريق العمل وهي غير موصولة بأسلاك الى السطح وبالتالي تذهب لتنفذ كامل مهمتها وتعود مع التسجيلات والملاحظات بشكل دقيق.

من المفترض أن تنقسم مهمة الغواصة الى ثلاث مراحل، الأولى العثور على المركب وتصويره من كل الجوانب، والثانية التفتيش عن الضحايا تمهيدا لانتشالهم، والثالثة سحب المركب الى سطح المياه.

وكان عدد من الضباط أشرفوا على تجهيز الغواصة للانطلاق الى مشارف المياه الاقليمية حيث من المرجح أن يوم المركب الغارق مستقرا هنام على عمق يتراوح ما بين 470 و500 مترا.
وأفاد قائد القوات البحرية في لبنان العقيد الركن هيثم ضناوي أن غواصة الإنقاذ التي انطلقت من مرفأ طرابلس عند الساعة السابعة والنصف باتجاه موقع غرق “زورق الموت”، أبحرت لما يقارب الساعة لتصل الى الوجهة المطلوبة وهي تتحضر لتنفيذ البرنامج المطلوب.

وقدم ضناوي شرحا عن مهمة الغواصة التي ستبحث في عمق البحر عن الزورق والضحايا الذي كان قد غرق على عمق 470 متراً تقريباً، أن العملية هي نتيجة تضافر جهود من قبل المواطنين اللبنانيين، مدنيين وعسكريين، شاركوا بجعلها واقعاً.
وقال: إن القوات البحرية أنشأت غرفة عمليات خاصة لهذه المهمة تسمح بمتابعتها بدقة، متمنياً على “المواطنين ان لا يقتربوا من نقطة العمليات والتي تبعد عن الشاطئ ميدان غرب جزر النخل وعدم الاقتراب من المراكب العاملة على بعد اقله كيلومتر واحد، مؤكدا أن العملية ستستمر عدة أيام وسيتم الحكم على النتائج تباعا.

رحلة الغواصة رافقها عدد كبير من الاعلاميين، لكن نتائج اليوم الأول جاءت سلبية حيث تعذر إنزالها الى عمق البحر في المنطقة التي غرق فيها المركب بسبب قوة الرياح وإرتفاع مستوى الموج، فتم إعادتها بعد يوم طويل الى مرفأ طرابلس على أن تعاود عملها بمجرد تحسن الطقس.

وفي هذا الاطار، أعلنت قيادة الجيش عن تأجيل مهمة البحث عن المركب الغارق بسبب إرتفاع موج البحر ما يهدد سلامة الغواصة وسلامة طاقمها.

وكان النائب اللواء أشرف ريفي واكب عملية إنطلاق غواصة الانقاذ في مرفأ طرابلس، وقال للصحافيين: بعد ما عاشته المدينة منذ ما يقارب الاربعة اشهر من فاجعة كبرى ومؤلمة “اليوم باذن الله وبعونه ثم بمساعدة قيادة الجيش بشخص قائدها العماد جوزاف عون تبدأ المهمة العملانية لانتشال المركب وجثث ضحايانا، فمن يكرم شهداءه يكرم نفسه ووطنه، لذلك تقوم كل الدول المحترمة ببذل الغالي والنفيس لاستعادة رفات كل ضحاياها وشهدائها”.

وأشار ريفي الى أن أبناء الجالية اللبنانية في أوستراليا كانوا عمودا أساسيا بتنفي   هذه المهمة المعقدة، وأضاف: نحمد الله،  فقد تم تذليل كل العقبات ووصلت الغواصة وبدأت مهمتها بتوجهين اساسيين، الاول لخدمة التحقيقات في هذه الفاجعة وكان قد طلب قائد الجيش شخصيا من كابتن الغواصة ان يتم التقاط صورا للمركب من مختلف جوانبه، والثانية لانتشال الزورق والضحايا “.

وتابع: “نشكر منظمة “اوسترالين رليف” التي قامت بتمويل هذه العملية بكل محبة للبنان من قبل مغتربين قلوبهم معلقة بالوطن، واتوجه بالشكر لكل من ساهم في انجاح هذه المهمة “.
وختم: “نسأل الله ان ننجح بالعثور على المركب وانتشال شهدائنا ونقوم بما يليق بهم وبوطننا لبنان وبأهلنا في طرابلس المدينة التي عانت الامرين وما زالت متمسكة بوطنيتها “.

إليكم بعض الصور بعدسة الزميل فتحي المصري:

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Post Author: SafirAlChamal