لم تفاجئ الحملة الجديدة التي شنّها “التيار الوطني الحر” ورئيسه جبران باسيل على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أحدا، كون باسيل لم يستسغ اصلا تكليف ميقاتي مجددا بتشكيل الحكومة، بعدما خسر رهانه على “حشد دعم الحلفاء” ضد هذا التكليف.
لكن الملفت هذه المرة، ان “الحملة الباسيلية” على ميقاتي اتخذت ابعادا جديدة لم يحسب لها باسيل ربما حسابا، وتمثلت في موقف موحّد للطائفة السنيّة وقياداتها دعما لرئيس الحكومة، ورفضا لنهج باسيل و”التيار” المتمادي منذ سنوات في مخاصمة جميع رؤساء الحكومات.
ومن المتوقع ان يصدر بيان باسم رؤساء الحكومات السابقين في سياق المواقف الداعمة لرئيس الحكومة، وفق ما كشف الوزير السابق رشيد درباس، استكمالا لموقف القيادات السنيّة الروحية والزمنية ولتحرك الفاعليات السنيّة الرافض للتعرض لرئيس الحكومة والتطاول على رئاسة مجلس الوزراء.
وفي هذا السياق طُرح السؤال عن موقف مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان مما يحصل، خصوصا وأنه لم يصدر اي موقف عن المفتي من هذه القضية، في وقت تحدثت أوساط اعلامية “عن برودة لافتة في العلاقة بين الرئيس ميقاتي والمفتي دريان، وأن الرجلين ليسا على الموجة نفسها“.
مصادر معنية ردت على هذه الاخبار بالقول “ما قيل غير صحيح على الاطلاق، فالعلاقة بين الرئيس ميقاتي وطيدة جدا والتنسيق بينهما مستمر بشكل دائم، وقد زار رئيس الحكومة المفتي دريان في الاول من الشهر الحالي وتوافقا على مجمل الملفات.
وذكّرت المصادر بالمواقف التي أعلنها المفتي دريان، بعيد تكليف الرئيس ميقاتي بتشكيل الحكومة، حيث قال في خطبة صلاة الجمعة بحضور ميقاتي “إن أحداً لا يستطيع أن يهمّش المسلمين السنّة في لبنان أو ينهش شيئاً من حقوقهم”، مطمئناً إلى أنّ “أهل السنّة والجماعة في لبنان بخير رغم كل ما يتعرضون له من أزمات متلاحقة وسيبقى دورهم ومكانتهم وموقعهم الشعبي والدستوري والأساسي في المجلس النيابي وفي الحكومة ورئاستها في الدولة اللبنانية“.
وشددت المصادر على “ان مفتي الجمهورية الموجود حاليا في تركيا على تنسيق دائم مع الرئيس ميقاتي وسيكون له الموقف المناسب بعد عودته الى بيروت.
وتختم المصادر بالقول “الطائفة السنيّة موحّدة من اجل حماية لبنان والمؤسسات الدستورية من الشطط والتخريب الذي بات سمة بعض المحسوبين على العهد. أما الرئيس ميقاتي والمفتي دريان فهما “على نفس المَوجِة” لانهما يدركان جيدا أين تكمن مصلحة الوطن.
Related Posts