لا يختلف إثنان في لبنان (بالرغم من انهم يختلفون على مجمل الأمور) على ان هناك سراً كبيراً مدفوناً تحت أنقاض التفجير العالمي الثالث الذي حصل في مرفأ بيروت!
فلو عدنا بالذاكرة سنتين فقط لوجدنا العديد من الحقائق التي لا يستطيع أحد إنكارها، والكثير من محاولات طمسها تحت ذرائع مختلفة ولكن بنوايا خبيثة:
ـ هل يستطيع أحد أن ينكر أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن بُعيد التفجير أن مرفا بيروت قد تعرض لهجوم ارهابي، ثم ليعود بعد وقت وجيز ليعلن البيت الأبيض أن ضباطاً كبارا أبلغوا الرئيس معلومات مضخمة، وكأن من يطلق التصريحات تلك هو رئيس في ما يسمى العالم الثالث بينما رئيس اميركا هو رئيس اهم “امبراطورية” وأي خطأ فيها يجب ان تتحمل مسؤوليته رؤوس كبيرة وهذا ما لم يحصل!..
ـ هل يستطيع أحد أن ينكر ان رئيس وزراء العدو الاسرائيلي حينها بنيامين نتنياهو قد تحدّث باعتداد عن التفجير الذي حصل في مرفأ بيروت (الذي يعرف الجميع أنه ينافس مرفأ حيفا) ثم ليعود بعد وقت وجيز ايضاً ليسحب تصريحه ثم يرتبك هو واعلامه الذي لا يستطيع تجاوز الرقابة العسكرية في أي تفصيل، في كيفية تغطية الخروج من “ورطة إعلامية” من دون ان يصار مثلاً الى تأليف لجنة تحقيق كما تفعل الدولة العبرية في ظروف أقل تماثلاً!.
ـ هل يستطيع أحد أن ينكر أنه لم يبق سياسي في لبنان الاّ وانتقد باسلوب أو بآخر طريقة المقاربة القضائية اللبنانية لتلك الكارثة غير المسبوقة في لبنان، إن في التحقيقات او الاستدعاءات أو حتى في التأخير باصدار القرار الظني، حتى ضاع أهالي الشهداء والمصابين في أي إتجاه يجب أن يفتشوا فيه عن الحقيقة الضائعة وعن السر المدفون تحت الركام، حتى باتوا في ذكرى السنتين ليس لديهم شعار يتقدم على الدعوة الى “تحقيق دولي” ويلومون “الأم الحنون” فرنسا ورئيسها ايمانويل ماكرون الذي زار لبنان إبان الانفجار، على تقاعسهما إزاء هذا التوجه!
وكما يقول كثيرون ستبقى الحقيقة هي الغائب الأكبر، لأن هناك من تعمد نشر ضباب كثيف حولها، وشوه مفهومها، وحرف مسارها، وسيبقى السر مدفوناً الى ما شاء الله، كما حصل مثلاً في اغتيال الرئيس الأميركي السابق جون كينيدي قبل خمسة عقود وما زال لغز إغتياله سراً مدفوناً..
Related Posts