ريڤو… عودة فنية إلى التسعينيات… جنى العمري

تدور قصة فيلم ″ريڤو″ حول مريم مديرة التصوير التي تنقلب حياتها رأساً على عقب، بعد وفاة والدها الكاتب الكبير حسن فخرالدين لتعود إلى المنزل وحيدة وتدخل غرفة الكتابة الخاصة بوالدها وتتعثر بأحدث كتاباته.

 وتبدأ قصة البحث عن علاقة والدها بفرقة “ريڤو” التي اشتهرت بالتسعينيات.

 أول أعضاء الفرقة ظهوراً كان مروان (صدقي صخر) المحب للموسيقى الهادىء والبريء، ليتوالى ظهور أعضاء الفرقة أبرزهم شادي (امير عيد) العازف الحّبيب، العصبي، و”الروِش” و ياسمين (سارة عبد الرحمن) حبيبة شادي السابقة. 

تبدأ الصداقة بين مروان وشادي حين يصطحب شادي مروان معه إلى مرآب صديقه ماجد جورج (تامر هاشم) حيث يعزف الموسيقى مع أصدقائه بهدف التسلية.

 يكتشف شادي براعة مروان بعزف البيانو ويقترح عليه الانضمام الى فرقتهم.

لتعود القصة لمريم (ركين سعد) التي كانت تقرأ بتمعن النص المكتوب من قبل والدها الراحل، إلى ان تنصدم بأن النص يروي قصة واقعية كان ينوي والداها تحويلها إلى فيلم وتتفاوض مع المخرج لتقوم بتكملة الفيلم الذي كان يعمل عليه والدها قبل وفاته.

وتبدأ رحلة البحث عن “ريڤو” ، لتنكشف تدريجياً قصة نجاحهم والمصاعب التي واجهتها الفرقة بإلإضافة إلى علاقة مريم بـ”ريڤو”.

أشرف على الموسيقى ساري هاني الذي متعنا خلال الحلقات العشر، بموسيقى متنوعة بين الشرقي والغربي، فيروز والفيس بريسلي، وذلك بمشاركة المغني المميز أمير عيد وعزف باند “ريڤو” المكونة من صدقي صخر، تامر هاشم، ومينا النجار.

وقد لاقت أغنية المسلسل “أنا نجم”، نجاح صادم على مواقع التواصل الاجتماعية وخاصةً تيك توك و إنستغرام.

كما بلغت نسبة المشاهدات 2.1 مليون مشاهدة في فترة زمنية لا تتجاوز الثلاث أسابيع. 

وأخذ مسلسل “ريڤو” مساحة متميزة في الوسط الفني والإعلامي في الأسابيع الماضية على الرغم من حصرية عرضه على منصة watch it. 

“ريڤو”  أول مسلسل من إخراج يحيي إسماعيل فقد بدأ مشواره كمخرج إعلانات، وقد عمل إسماعيل في أولى تجاربه الدرامية على إبراز جوانب الممثلين بطريقة محترفة وتصوير أحداث التسعينات والجو العام للمسلسل ببراعة تدفع المشاهد للتعلق من ناحية الألوان واللقطات المميزة.

هيمن الطابع الكئيب في الحلقات فكانت الألوان خافتة في الحاضر وصاخبة في التسعينات وذلك للضرورات الزمنية والاخراجية للعمل.

تمثيلياً، إختلف النقاد على أداء أمير عيد الذي يخوض تجربته التمثيلية للمرة الثانية، فقد اعتبره البعض لا يزال ضعيفاً ويحتاج الى دروس تمثيلية، فيما أثنى البعض الآخر على التحسن الواضح والشبه في السيناريو بين قصة أمير وشادي، فمثلاً كانت فرقة “كايروكي” (فرقة الروك المصرية التي اشتهر أمير عيد من خلالها)،  في البداية تجتمع للتدريبات والعزف في منزل أمير وحتى اسم الفرقة كان من إختيار أحد أعضاء “كايروكي” بشكل عفوي كما فعل شادي في “ريڤو”. لكن الحقيقة هي أن الدور الذي قدمه أمير قام بتأديته بكل راحة وعفوية، فمن يتابع فرقة “كايروكي” يعلم المصاعب الذي واجهها أعضاء هذه الفرقة وخاصةً أمير بالإضافة إلى أن شخصية أمير متشابهة الى حدٍ غريب مع شخصية شادي مما شكل جزءً كبيرا من أسباب نجاح المسلسل. 

جسد صدقي صخر دور مروان بحرفية عالية وأضاف نوع من المصداقية للعمل، براعته بتأدية هذا الاختلاف النوعي بين شخصية مروان في الماضي والحاضر لا تستطيع ان تمر مرور الكرام، لا سيما مشهد مقابلته لماجد جورج واباظة بعد عشرين سنة. 

فكرة ان أبطال العمل ظهروا بمراحل عمرية مختلفة، ومراحل زمنية تراوحت بين الماضي والحاضر، وحالات نفسية متراوحة دفعت المشاهد الى التعلق بالعمل المتقن بالرغم من عدم إعتماد العمل على نجوم من الصف الأول.

ويعد كاتب العمل محمد ناير أحد ألمع الكتاب في مصر، و كالعادة نجح في تعليق المشاهدين بالمسلسل منذ الحلقة الأولى، فالأحداث كانت مترابطة و شيقة. كما صُدمنا في الحلقة الأخيرة بأن النهاية هي نهاية للجزء الأول من العمل فقط وبداية لقصة طويلة أبطالها فرقة “ريڤو”.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal