هل أخطأ فرنجية بلقائه باسيل؟!… بشرى سعد

“من جرب المجرب كان عقله مخربا”.. هو قول مأثور، لكن هل ينطبق على رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الذي يرى بعض المتابعين انه قد يكون أخطأ بلقائه مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل لاسيما قبل ايام قليلة من الانتخابات النيابية واشهر قليلة من الانتخابات الرئاسية ما يجعل هذا اللقاء لزوم ما لا يلزم؟.

سؤال برأي الكثيرين لا بد من طرحه اليوم، خصوصا ان التجارب أظهرت مرارا وتكرارا، ان رئيس التيار الوطني الحر يغلب دائماً مصلحته على ما عداها من المصالح، وهو مستعد اذا استطاع ان “يقفز” فوق الجميع للوصول الى ما يتوق اليه.

منذ أن دخل المعترك السياسي وجبران باسيل يعمل وفق قاعدة “أنا أو لا أحد”، سواء مع الأطراف السياسية أو ضمن تياره الذي اسسه عمه رئيس الجمهورية ميشال عون ووصل الى رئاسته ليس عبر انتخابات حزبية ديمقراطية، بل اسوة ببقية الاحزاب على الساحة اللبنانية عبر الوراثة وازاحة كل من يشكل خطراً على نفوذه وتفرده باتخاذ القرارات داخليا ضمن التيار او على المستوى الخارجي في الشؤون السياسة الداخلية او في الامور الاستراتيجية.

سعى باسيل بكل جهد وجدّ من أجل توقيع إتفاق معراب مع سمير جعجع، لايصال العماد ميشال عون الى سدة رئاسة الجمهورية، والوصول الى توافق على توزيع الحصص وتقاسم الساحة المسيحية واعتبار كل ما يدور خارج فلكهما هو من “الفراطة”.

ثم إنقلب على الاتفاق بعد إعتماده قاعدة “ما لنا لنا وما لكم لنا ولكم”.. الأمر الذي دفع العديد في ساحته المسيحية وخارجها ومن الحلفاء والخصوم الى إنتقاده، خصوصا عندما تجرأ وأكد أن لا خلاف إستراتيجيا مع العدو الاسرائيلي، بالرغم من كونه أي باسيل حليف المقاومة، ومن أن وطنه في حالة عداء تاريخية مع هذا الكيان.

لم يتوان تيار المردة عن إحتضان جبران باسيل خلال فترة التحالف مع التيار الوطني الحر برئاسة العماد ميشال عون، لكن لما “إشتد ساعده رمى” المردة بكثير من السهام، محاولا إبعاده عن الادارة وعزله عن التعيينات لكنه فشل في ذلك، ومع كل ذلك وفي كل مرة يعطي سليمان فرنجية صكوك براءة لمن لا يستحق، ويلتقي مع من يكيد له المكائد، لكن هذا السلوك يقع ضمن جينات فرنجية المتسامح مع جعجع، والمتعاطف مع باسيل ضد إستفراده في العقوبات، والداعم لكل من يشعر أنه يتعرض للظلم، خصوصا أن فرنجية يكره أن يكثر السلاخون عندما تسقط البقرة، لكن التحدي هو أن يعامله خصومه وحلفاءه بالسياسة بهذا السلوك..


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal