مواجهات وعشرات المصابين بالتزامن مع “مسيرة الأعلام”

كتب موقع “الحرة”: ساد التوتر الأحد، في القدس، وسط انتشار كثيف للقوى الأمنية خلال “مسيرة الأعلام” التي ينظمها الإسرائيليون سنويا في ذكرى احتلال الشطر الشرقي من المدينة.

ووقعت مواجهات بين فلسطينيين وإسرائيليين في نقاط مختلفة في المدينة وفي محيط المسجد الأقصى لدى مرور إسرائيليين يحملون أعلاما إسرائيلية ويغنون ويهتفون، بينما علّق فلسطينيون أعلاما فلسطينية على منازلهم في القدس الشرقية.

ودخل آلاف الإسرائيليين المشاركين في “مسيرة الأعلام” عبر باب العمود إلى البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة، محتفلين بمرور 55 عاما على “توحيد المدينة”، وذلك بعد سنة على تصعيد دام مع قطاع غزة تفجّر بعد مسيرة “يوم القدس”.

وتثير هذه المسيرة التي ينظمها الإسرائيليون في ذكرى “توحيد القدس” التي يعتبرونها عاصمة دولتهم، غضب الفلسطينيين الذين يسعون الى أن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية.

داخل البلدة القديمة، ردد المشاركون الذين حملوا الأعلام الإسرائيلية في طريقهم إلى محطتهم الأخيرة عند الحائط الغربي، هتافات مثل “الموت للعرب”، كما أنشدوا النشيد الوطني الإسرائيلي، ورشقهم فلسطينيون بالحجارة.

وكانت المسيرة انطلقت الساعة الرابعة بعد الظهر (13,00 ت غ) من القدس الغربية، وسط انتشار أمني كثيف. ولا يشمل مسار المسيرة باحة الأقصى. وبالتزامن مع وصولها باب العمود، فرقت القوات الإسرائيلية عشرات الشبان الذين رفعوا الأعلام الفلسطينية في شارع صلاح الدين على بعد مئات الأمتار.

وأكدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني تسجيل نحو ” 40 إصابة على الأقل في محيط وداخل البلدة القديمة” خلال مواجهات نقلت 15 منها إلى المستشفى. وأكد الهلال الأحمر أن الشرطة الإسرائيلية “اعتدت بالضرب على طواقمنا في محيط باب العمود”. بينما أعلنت الشرطة الإسرائيلية أن “مجموعة صغيرة من مثيري الشغب تحصنّوا داخل المسجد (القِبلي) وألقوا حجارة كبيرة في اتجاه قوات الشرطة الإسرائيلية”.

وأكدت، في بيان، اعتقال “18 مشتبها به في البلدة القديمة والحرم القدسي بتهمة السلوك غير المنضبط والاعتداء على عناصر شرطة ومدنيين والمشاركة في أعمال شغب عنيفة”.

وأوضحت أنها اعتقلت “ثلاثة مشتبه بهم” في باب العمود بعد أن “ألقى متظاهرون الحجارة والزجاجات على قوات الأمن”، مشيرة إلى أن حارسا شخصيا لشخصية عامة أصيب بجروح طفيفة.

وزار النائب الإسرائيلي اليميني إيتمار بن غفير صباحا باحة المسجد الأقصى حيث شوهدت أيضا مجموعة كبيرة من اليهود، بينما أفادت الشرطة الإسرائيلية عن “مثيري شغب” فلسطينيين ألقوا حجارة في اتجاه الشرطة.

ويُسمح لليهود بدخول باحة الأقصى، لكنهم ممنوعون من أداء الصلاة فيها لكن أعداد الذين يؤدون الصلاة خلسة في تزايد، مما يثير توترات وتنديدا فلسطينيا بوجود نية لـ “تهويد” المكان المقدس الذي يعتبر “أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين” لدى المسلمين. ويطلق اليهود على المكان اسم “جبل الهيكل”، وهو أقدس موقع في الديانة اليهودية.

وقال إيتمار بن غفير بعد خروجه من الباحة متجها إلى الحائط الغربي إنه جاء ليؤكد “أننا نحن -دولة إسرائيل- أصحاب السيادة” في المدينة، و”لدعم القوى الأمنية”. وتشهد إسرائيل والضفة الغربية المحتلة توترات ومواجهات منذ أواخر مارس.

وحذّرت الفصائل الفلسطينية هذه السنة من “اقتحام المسجد الأقصى” وأعلنت “الاستنفار العام”. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، قبيل الاجتماع الأسبوعي للحكومة، الأحد: “من الطبيعي أن نرفع علم إسرائيل في عاصمة إسرائيل.. أطلب من المشاركين في المسيرة احترام تعليمات الشرطة”.

ورد الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، على تصريحات بينيت، بأن القدس الشرقية “بمقدساتها الإسلامية والمسيحية، ستبقى العاصمة الأبدية لدولة فلسطين”.

ودان رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد أشتية “مسيرة المستوطنين واعتداءاتهم على المواطنين”، محذرا من “التبعات الخطيرة”. ودانت وزارة الخارجية الأردنية “السماح لمتطرفين وأحد أعضاء الكنيست الإسرائيلي باقتحام المسجد الأقصى المبارك”، معتبرة أن ذلك “تمّ تحت حماية الشرطة الإسرائيلية”.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal